فافعل فإنّ عليك في خروجك أن لا تغتاب،ولا تكذب ولا تحسد، ولا ترائي، ولا تداهن».
وكان ابو حنيفة يغتنم الفرص ليحضر عندالإمام ويستمع منه، وكان يقول بحق الإمام(عليه السلام): ما رأيت افقه من جعفر بنمحمد (عليه السلام).
وكان مالك بن أنس ممّن يحضر عند الإمام(عليه السلام) ليتأدب بآدابه ويهتدي بهديهفكان يقول: ما رأت عين ولا سمعت اُذن ولاخطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمدالصادق علماً وعبادة وورعاً. وقال: اختلفتالى جعفر بن محمد زماناً فما كنت أراه إلاّعلى احدى ثلاث خصال إمّا مصلّياً وإمّاصائماً وإمّا يقرأ القرآن، وما رأيته قطيحدّث عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله)إلاّ على طهارة، ولا يتكلم بما لا يعنيه،وكان من العلماء العبّاد والزهاد الذينيخشون الله(1).
وشهد المنصور بحقّه وهو ألدّ اعدائهقائلاً: إن جعفر بن محمد كان ممّن قال اللهفيه (ثم أورَثْنا الكتاب الذين اصطفينا منعبادنا) وكان ممن اصطفى الله وكان منالسابقين بالخيرات(2).
ولم يكن الإمام مرجعاً للعلماء والفقهاءوالمحدّثين وقائداً للنهضة الفكريةوالعلمية في زمانه فحسب بل كان مرجعاًللساسة والثوار حيث كان الزعيم الحقيقيللخط العلوي الثائر، حيث نجد زيداً الشهيدبن علي بن الحسين (عليهما السلام) يرجعاليه في قضية الثورة، كما كان زيد يقول بحقالإمام (عليه السلام) في كل زمان رجل منّاأهل البيت يحتج الله به على خلقه، وحجةزماننا ابن
(1) مالك بن انس للخولي: 94، وكتاب مالك،محمد ابو زهرة: 28.
(2) تاريخ اليعقوبي: 2/383 وقد أخذ هذا عنالصادق (عليه السلام) نفسه، كما عنه فيمناقب آل أبي طالب: 4/142.