اخي جعفر لا يضل من تبعه ولا يهتدي منخالفه(1).
ولم يكن الإمام جزءاً منفصلاً عن الثورةفقد كان يدعم الثورة بالمال والدعاءوالتحريض والتوجيه كما مرّ في البحوثالسابقة(2) أما العلويون من آل الحسن أمثالعبدالله بن الحسن وعمر الأشرف بن الإمامزين العابدين فهم كانوا يرجعون اليهويستشيرونه في مسائل حياتهم، ولم يتجاوزهأحد في الأعمال المسلحة والنشاطاتالثورية.
من هنا فإنّ القناعة السائدة آنذاك فياوساط الاُمّة هي أن البديل للحكم الاُمويهو الخط الذي يتزعمه الإمام (عليه السلام).وهذه الحقيقة لم يمكن تغافلها، كما سوفيتضح أن أهم قادة الحركة العباسيةورؤساؤها والمدبّرون لها أو قادتهاالعسكريون كانوا يعتقدون في قرارة أنفسهمبأن الإمام (عليه السلام) هو الأولى منغيره، وصاحب القوة والقدرة والحنكة فيادارة الثورة وقيادتها; وذلك لطاقاتهالإلهية وثقله الشعبي، ولهذا فاتحهبالمبايعة كخليفة كلاًّ من أبي سلمةالخلاّل وأبي مسلم الخراساني، وقد ألحّعليه بعض أصحابه أيضاً مؤكّداً ضرورةاعلان الثورة.
والجدير بالانتباه أنّ الإمام (عليهالسلام) لم يتبوّأ هذا الموقع المقدس منالقلوب بسبب المعادلات السياسية الآنية،فإنّ الأحداث والظروف المختلفة هي التيكانت قد خلقت هذا الجوّ وأكّدت بأن يكونالإمام (عليه السلام) لا غيره في هذاالموقع ويصبح هو البديل اللائق سياسيّاًوفكريّاً والخليفة الشرعي للمسلمين بدلالحكم الاُموي الظالم.
(1) المناقب لابن شهرآشوب: 4/299.
(2) راجع ص: 79 ـ 80 حول موقف الإمام الصادق منثورة زيد.