أعلام الهدایة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أعلام الهدایة - نسخه متنی

السید منذر الحکیم‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


«180»


أمّا ما هو الخط الذي سوف يتحرك بموجبهأبو مسلم لإعلان ثورته هناك؟ فقد جاء هذاالخط في وصية إبراهيم الإمام له عندما قال:يا عبد الرحمن إنك منّا أهل البيت فاحفظوصيتي، انظر هذا الحي من اليمن فأكرمهم،وحل بين ظهرانيهم، فإن الله لا يتم هذاالامر إلاّ بهم، وانظر هذا الحي من ربيعهفاتهمهم في أمرهم، وانظر هذا الحي من مضرفإنهم العدو القريب الدار، فاقتل من شككتفي أمره ومن وقع في نفسك منه شيء، وإن شئتأن لا تدع بخراسان من يتكلم العربيةفافعل، فأيما غلام بلغ خمسة أشبارفاقتله(1). وهذه الوصية تلخص السياسةالعباسية مع المسلمين.


وقد أثّر أبو مسلم الخراساني في الناسلتعاطفه معهم حيث كان يتمتع بصفات تؤهّلهلهذا الموقع، فهو خافض الصوت فصيحبالعربية والفارسية حلو المنطق راويةللشعر، لم يُر ضاحكاً ولا مازحاً إلاّ فيوقته، ولا يكاد يُقَطّب في شيء من أحوالهتأتيه الفتوحات العظام فلا يظهر عليه أثرالسرور، وتنزل به الحوادث الفادحة فلايُرى مكتئباً. وعندما سئل إبراهيم الإمامعن أهلية أبي مسلم قال: إني قد جرّبت هذاالاصبهاني، وعرفت ظاهره وباطنه فوجدتهحَجَر الارض(2).


وكان محبوباً حتى عند غير المسلمين حيثنجد دهاقين المجوس اندفعوا إلى إتباعهوأظهروا الإسلام على يديه، كما استجابللدعوة الإسلامية عدد كبير من أهل الآراءالخارجة عن الإسلام، كل ذلك للظلم والجورالذي لحق بهم من الولاة الاُمويين وبسببما شاهدوه من العطف من أبي مسلم



(1) الكامل في التاريخ: 4 / 295.


(2) وفيات الأعيان: 3 / 145.

/ 247