الخراساني، ولذا كان الكثير منهميعتبرونه وحده الإمام، واعتقدوا أنه أحدأعقاب زرادشت الذي ينتظر المجوس ظهوره،حتى أنهم لم يعتقدوا بموت أبي مسلم بلكانوا ينتظرون رجعته(1).
ومن جانب آخر انه هو الذي أنزل جثمان يحيىبن زيد وصلّى عليه ودفنه، وبعد أن تقلّدالمنصب كقائد عام للعسكر توجّه من فورهلخراسان ليقود الجماهير التي تنتظرالأوامر منه وكانت متحمّسة قبل هذا الحينللحرب مع الاُمويين فخطب بالدعاة قائلا:أشعروا قلوبكم الجرأة فإنها من أسبابالظفر، وأكثروا من ذكر الضغائن، فإنهاتبعث على الاقدام، والزموا الطاعة فإنهاحصن المحارب (2).
وفجّر الثورة هناك، وكان يبذر الشقاق بينجنود الاُمويين ليحصل الانقسام بينهم. وقداستفاد بذلك ونجح في مهمّته، وقد انجفلالناس من هرات والطالقان ومرو وبلخوتوافروا جميعاً مسودين الثياب وأنصافالخشب التي كانت معهم(3).
وباشر أبو مسلم إبادة الأبرياء فقتل ـفيما ينقل المؤرخون ـ ستمائة ألف عربيبالسيف صبراً عدا من قتل في الحرب(4).
وتقدّمت جيوش أبي مسلم ـ بعد أن هزمت ولاةالاُمويين في خراسان ـ نحو العراق وهيكالموج تخفق عليها الرايات السود فاحتلّتالعراق بدون مقاومة تذكر. وبهذا اُعلنالحكم العباسي على يد أبي مسلم
(1) الإمام الصادق والمذاهب الأربعة: 2 / 311.
(2) حياة الإمام موسى بن جعفر: 1 / 326.
(3) حياة الحيوان، الدينوري: 360.
(4) حياة الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام):1 / 326.