رسالة شفوية لبعض الشيعة تتضمّن توجيهاتوتحذيرات للعاملين في هذا الميدان ردّاًعلى رسالة شيعي يطلب من الإمام توضيحاًلهذه المهمّة إذ جاء فيها: وحاجتي أن تهديإليّ من تبصيرك على مداراة هذا السلطانوتدبير أمري كحاجتي إلى دعائك لي.
فقال (عليه السلام) لرسوله: قل له، إحذر أنيعرفك السلطان: بالطعن عليه في اختيارالكفاة وإن أخطأ في اختيارهم أو مصافات منيباعد منهم، وإن قربت الاواصر(1) بينكوبينه، فإن الاولى تغريه(2) بك والاُخرىتوحشه، ولكن تتوسط في الحالين، واكتف بعيبمن اصطُفوا له والامساك عن تقريظهم عندهومخالفة من اقصوا بالتنائي عن تقريبهم.وإذا كدت فتأن في مكايدتك... إلى أن قال فلاتبلغ بك نصيحة السلطان أن تعادي له حاشيتهوخاصّته فإن ذلك ليس من حقّه عليك، ولكنالاقصى لحقه والأدعى إليك للسلامة أنتستصلحهم جهدك...(3).
وقد برز هذا النشاط بشكل ملحوظ زمن الإمامالكاظم (عليه السلام) بينما نجد الإمامالصادق (عليه السلام) قد حذّر كثيراً وحرّمعلى شيعته التعاون مع الظالمين والاشتراكفي أجهزتهم حفاظاً على الوجود الإسلامي منالضياع والتحريف فقد جاء عنه (عليه السلام)«لا تعنهم ـ حكّام الجور ـ على بناءالمسجد»(4) وقال لبعض أصحابه: «يا عذافرنبّئت أنك تحامل أبا أيّوب والربيع فماحالك إذا نودي بك في اعوان الظلمة؟!».(5)
(1) بمعنى العهود.
(2) غري بالشيء: أو لع به ولزمه.
(3) نزهة الناظر: 114، ومستدرك الوسائل: 12 / 188.
(4) وسائل الشيعة: 17/180 ح8 عن تهذيب الأحكامللطوسي.
(5) المصدر السابق: 17/178 ح3 عن الكافي.