لقد انتشرت الفرق الاسلامية كالمعتزلةوالاشاعرة والخوارج والكيسانية والزيديةفي عصره واشتد الصراع بينها، كما بدأتالزندقة تستفحل وتخترق اجواء المجتمعالاسلامي فتصدى الإمام الصادق (عليهالسلام) للردّ على الملاحدة من جهة وتصدىلمحاكمة الفرق المنحرفة من جهة اُخرى.
لقد اهتمّ الإمام (عليه السلام) ببناءالجماعة الصالحة التي تتحمّل مسؤوليةتجذير خط أهل البيت في الاُمة الاسلاميةإلى جانب اهتمامه ببناء جامعة أهل البيتالاسلامية وتخريج العلماء في مختلف فنونالمعرفة ولا سيما علماء الشريعة الذينيضمنون للاُمة سلامة مسيرتها على مدىالمستقبل القريب والبعيد ويزرعون بذورالثورة ضد الطغيان.
ولم يغفل الإمام (عليه السلام) عن تقويةالخط الثوري والجهادي في أوساط الاُمة منخلال تأييده لمثل ثورة عمه زيد بن علي بنالحسين (عليهم السلام) ومن تلاه من ثوارالبيت العلوي الكرام.
ولم يكن الإمام الصادق (عليه السلام)ليسلم من هذه المحنة ـ محنة الثورة علىالظلم العباسي ـ فقد كان المنصور يطاردهالخوف من الإمام الصادق (عليه السلام)ويتصور أنَّه اليد التي تحرّك كل ثورة ضدحكمه، مما أدى إلى استدعائه إلى العراقأكثر من مرة وضيّق عليه وأجرى عليه محاكمةيجل الإمام عن مثلها ليشعره بالرقابةوالمتابعة ثمَّ خلّى سبيله.
بل قد ذكرت بعض المصادر أن المنصور قد نوىقتله أكثر من مرَّة الا أن الله سبحانه حالبينه وبين ما أراد.
وهكذا عاش الإمام الصادق (عليه السلام)الفترة الأخيرة من حياته ـ وبعد أن استقرتدعائم الحكم العباسي ـ حياة الاضطرابوالارهاب، وفي جوّ