ومن أساليب المنصور مع الإمام (عليهالسلام) في هذا الاتّجاه ما جاء عن عبدالوهّاب عن أبيه حيث قال:
بعث أبو جعفر المنصور إلى أبي عبد اللهجعفر بن محمّد (عليه السلام) وأمر بفرشفطرحت له إلى جانبه، فأجلسه عليها ثم قالعليّ بمحمد، عليَّ بالمهدي. فأقبل المنصورعلى جعفر (عليه السلام) فقال: يا أبا عبدالله حديث حدّثتنيه في صلة الرحم، اذكره،يسمعه المهدي.
قال: «نعم، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّهعن علي (عليه السلام) قال، قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): ان الرجل ليصلرحمه وقد بقي من عمره ثلاث سنين، فيصيرهاالله عزّ وجّل ثلاثين سنة ويقطعها وقد بقيمن عمره ثلاثون سنة، فيصيرها الله ثلاثسنين» ثم تلا (عليه السلام): (يمحوا الله مايشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) (1).
قال: هذا حسن يا أبا عبد الله، وليس إيّاهأردت، قال أبو عبد الله (عليه السلام): نعمحدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن عليّ (عليهالسلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليهوآله): صلة الرحم تعمّر الديار وتزيد فيالاعمار وان كان أهلها غير أخيار».
قال هذا حسن يا أبا عبد الله، وليس هذاأردت.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «نعمحدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن علي (عليهالسلام) قال، قال رسول الله (صلّى اللهعليه وآله) صلة الرحم تهوّن الحساب وتقيميتة السوء».
قال المنصور: نعم إيّاه أردت(2).
إنّ السلاطين يخافون الموت، فالإمام(عليه السلام) ركّز على هذه الناحية وربطهابصلة الرحم لتعالج الحقد والكيد الذي يشغلذهن المنصور ضدّ
(1) الرعد (13): 39.
(2) أمالي ابن الشيخ: 480 ح1049 وعنه في بحارالأنوار: 47 / 163، والبرهان: 2 / 299.