فطرك سواء..»(1).
وكان (عليه السلام) صائماً في أغلب أيامهتقرباً إلى الله تعالى. أما شهر رمضانالمبارك فكان يستقبله بشوق بالغ، وقد أثرتعنه بعض الأدعية المهمة عند رؤيته لهلاله،كما أثرت عنه بعض الأدعية في سائر أيامهوفي ليالي القدر المباركة وفي يوم عيدالأضحى الأغرّ (2).
ج ـ حجه: أما الحج فهو بالإضافة إلى قدسيتهفإنه من أهم المؤتمرات السياسية التي تعقدفي العالم الإسلامي، حيث تعرض فيه أهمالمشاكل التي تواجه المسلمين سواء أكانتمن الناحية الاقتصادية أم الاجتماعية أوالمشاكل السياسية الداخلية والخارجية،مضافاً إلى أنه من أهم الروابط التي يعرفبها المسلمون بعضهم بعضاً.
وقد حج الإمام الصادق (عليه السلام) مراتمتعددة والتقى بكثير من الحجاج المسلمين،وقد كان المعلم والمرشد لهم على مسائلالحج، فقد جهد هو وأبوه الإمام محمدالباقر (عليهما السلام) على بيان أحكامالحج بشكل تفصيلي، وعنهما أخذ الرواةوالفقهاء أحكام هذه الفريضة، ولولاهمالما عرفت مسائل الحج وأحكامه.
وكان الإمام الصادق (عليه السلام) يؤديبخضوع وخشوع مراسيم الحج من الطواف،والوقوف في عرفات ومنى، وقد روى بكر بنمحمد الأزدي فقال: خرجت أطوف، وإلى جنبيالإمام أبو عبد الله الصادق (عليه السلام)حتَّى فرغ من طوافه ثم مال فصلى ركعتين بينركن البيت والحجر، وسمعته يقول في أثناءسجوده: «سجد وجهي لك تعبداً ورقّـاً، لاإله إلاّ أنت حقاً حقاً، الأول قبل كلّشيء،
(1) مجموعة ورام: 2 / 85.
(2) راجع الصحيفة الصادقية.