وبعد أن تراكم هذا الشعور شكّل في نهايةالأمر خزيناً داخلياً كانت لا تقوى الاُمةأن تصبر عليه طويلا وأصبح الإلحاح علىمخرج تعبّر به الاُمّة عن ألمها أمراًجدّياً، حتَّى حدثت الثورة الكبرى. وطبيعيأنّ هذا الجو المشحون الذي كان ينبئبالثورة والاطاحة بالاُمويين جعلهميشددّون الرقابة على الإمام زين العابدين(عليه السلام) باعتباره الرأس المدبّرلهذه المطالبة ولكونه الوريث الشرعيللخلافة بعد أبيه الحسين (عليه السلام).ومن هنا كانت الحكومة الاُمويّة تفسّر أيّحركة تصدر من الإمام (عليه السلام) علىأنها تمهيد للثورة.
الخطوة الثانية: توزّع نشاط الإمام (عليهالسلام) في هذه الخطوة على عدّة اتّجاهات.
الاتجاه الأوّل: قام الإمام (عليه السلام)ببلورة العواطف الهائجة وحاول أن يدفعهاباتّجاه الفكر الصحيح ويضع لها الاُسسالعقائديّة ويجعل منها مقدمة لعمليةالتغيير التي ينشدها الإمام (عليهالسلام)، وقد تمثّلت في إيجاد الفكرالإسلامي الصحيح الذي طالما تعرّضللتشويه والتحريف. ثم إعداد الطليعةالواعية التي تشعر بالمسؤولية وتكون أهلالحمل الأمانة الإلهيّة.
الاتّجاه الثاني: تحرّك الإمام زينالعابدين (عليه السلام) انطلاقاً منمسؤوليته في حماية الإسلام وبقائه كشريعةدون تحريف وتشويه لمحتواه ضمن عدة نشاطات:
1 ـ النشاط الاول: واجه الإمام (عليهالسلام) الحركات الانحرافية والفرقالضالّة والمغالية التي كانت تستهدفالفكر الإسلامي وتعتمد الاسرائيلياتوالنظريات الهندية واليونانية حول الكونوالحياة في فهم القرآن والحديث الشريف،وقام بنشر مختلف العلوم والفنون وتبيانالصيغة الصحيحة