للعلاقات الاجتماعية والسياسيةوالاخلاقية التي كان قد أصابها الفساد،كما يتّضح ذلك بجلاء في رسالته المعروفةبرسالة الحقوق، كما ساهم في حل المشاكلالتي كانت تهدد كرامة الدولة الإسلاميةكما يلاحظ ذلك جليّاً فيما حدث في جوابهعلى رسالة ملك الروم حين هدّد الخليفةبالحصار الاقتصادي(1).
النشاط الثاني: إن الاُمويين كانوا قدضيّقوا على حركة الإمام (عليه السلام)ونشاطه مع الاُمة إلاَّ أن الإمام (عليهالسلام) استخدم الدعاء سلاحاً للارتباطالفكري والمعنوي بها. وحيث انّ هذا السلاحلم يستهدف الاُمويين مباشرة، توفّرللإمام (عليه السلام) مجالٌ أوسع لمعالجةالظواهر المرضية والانحرافات الأخلاقية.
الاتّجاه الثالث: التأكيد على أهميةالعمل الثوري ومكافحة الظلم والانحرافوايقاد روح الجهاد التي كانت خمدت فيالاُمّة عبر سنوات الانحراف، كما يتجلّىذلك في دعائه للمختار الذي طالب بثأرالحسين وكان على اتصال دائم بالإمام (عليهالسلام) أثناء ثورته من خلال عمّه محمد بنالحنفيّة.
الاتّجاه الرابع: لم يكن موقف الإمام(عليه السلام) من الحكّام موقف المواجهةوالتحدّي المباشر; إذ لو كان قد فعل الإمامزين العابدين (عليه السلام) ذلك لما كانيستطيع أن يحقق ما حققه من مكاسب في الاُمةفي مجال التربية، ولما توفّرت أجواء سليمةوفرص واسعة لنشاط الإمام الباقر (عليهالسلام) من بعده وللجماعة الصالحة التيربّاها.
لكن هذا لا يعني أن الإمام (عليه السلام)لم يوضح رأيه في الحكومة فلم يترك الأمرملتبساً على شيعته بل كانت للإمام زينالعابدين (عليه السلام) مواقف مع الحكّام
(1) البداية والنهاية: 9/122.