سوف نشير إلى بعض منها، وكان هدفه منهاإعطاء خطّ في التربية والتغيير حفاظاً علىالشيعة من الضياع; إذ لم تكن الجماعةالصالحة على سبيل المواجهة ولكنها كانتكافية في التحصين في تلك المرحلة علىمستوى التربية والإعداد وتأسيساً لمستقبلسياسي أفضل.
ونستطيع أن نلاحظ موقف الإمام (عليهالسلام) مع السلطة من خلال رسالتهالجوابية إلى عبد الملك حين لامَ عبدالملكالإمام (عليه السلام) على زواجه بأمته التيكان قد أعتقها.
إنّ ردّ الإمام (عليه السلام) على عبدالملك كان يتضمّن تحدّياً للخليفة الذيكان يفكرّ بعقلية جاهلية; فإنّ الإمام(عليه السلام) وضّح فيها الموقف الإسلاميالذي يلغي كل الإمتيازات التي وضعتهاالجاهلية بقوله (عليه السلام): «فلا لؤمعلى امرئ مسلم إنَّما اللؤمُ لؤمالجاهلية».
يظهر هذا التحدّي ممَّا جاء في مصادرالتأريخ من أن الخليفة الاُموي بعد أنقرأها هو وابنه سليمان، قال الابن: يا أميرالمؤمنين لَشدَّ ما فخر عليك علي بنالحسين!! فردّ الخليفة على ابنه قائلا: «يابنيّ لا تَقل ذلك فإنّها ألسن بني هاشمالتي تَفلق الصخر وتغرف من بحر، إنّ عليّبن الحسين يا بني يرتفع من حيث يتّضعالناس(1).
وفي هذا الجواب إشارة إلى أنّ المواجهة معالإمام من قبل الخليفة لا تخدم سلطان بنياُمية.
ومن مواقف الإمام زين العابدين (عليهالسلام) تجاه السلطة أيضاً موقفه منالزهري ذلك المحدث الذي كان مرتبطاًبالبلاط الاُموي ـ فقَد أرسل إليه
(1) بحار الأنوار: 46/165. والعقد الفريد: 7/121.