الحديث النبوي وبدأت تتميّز مدرسة أهلالحديث عن مدرسة أهل الرأي ومال المواليمن غير العرب إلى مدرسة أهل الرأي فيالكوفة، وتزعّم أبو حنيفة هذه المدرسة فيحينها ضد مدرسة أهل الحديث في المدينة(1).
وكنتيجة طبيعية للإخفاق الذي سجّلتهالحركات الفكرية، ظهرت فكرة الاعتزالالتي نادى بها (واصل بن عطاء) في البصرةعندما اعتزل حلقة درس اُستاذه (الحسنالبصري) وهي تعتبر تعديلا لفكرة الخوارجالتي لم تلقَ رواجاً حينما قالت بكفرمرتكب الكبيرة(2) والمرجئة التي قالت بأنَّه لا تضر مع الإيمان معصية(3) فقال واصل(مؤسس اتّجاه الاعتزال والتوفى في 131 هـ)إنّ صاحب الكبيرة ليس بمؤمن بإطلاق بل هوفي منزلة بين منزلتين أي إنّ مرتكبالكبيرة ليس بمؤمن ولا كافر لكنّه فاسقوالفاسق يستحق النار بفسقه(4).
هذه صورة مجملة عن الواقع الذي عايشهالإمام الصادق (عليه السلام) خلال مرحلةقيادة أبيه الباقر (عليه السلام).
(1) ضحى الإسلام لاحمد امين: 2/178.
(2) الملل والنحل: 1/158.
(3) تاج العروس، مادة رجأ.(4) الأغاني: 7 / 15.