فيظهر العدل(1).
ولكن الإمام (عليه السلام) قدح في ولايتهباعتبار وجود من هو أولى منه.
الاُسلوب الثاني: اسلوب المراسلة واللقاءبين الإمام (عليه السلام) وعمر بن عبدالعزيز. فقد روي أنّ عمر كرّم الإمام أباجعفر (عليه السلام) وعظّمه وقد أرسل خلفهفنون ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود وكانمن عُبّاد أهل الكوفة فاستجاب له الإمام(عليه السلام) وسافر إلى دمشق فاستقبله عمراستقبالا رائعاً واحتفى به وجَرَت بينهماأحاديث وبقي الإمام أيّاماً في ضيافته(2).
ومن المراسلات ما جاء أنه: كتب عمر للإمام(عليه السلام) بقصد الاختبار فأجابهالإمام برسالة فيها موعظة ونصيحة له(3)ولكن سياسة الابتعاد عن الصدام المباشر لمتمنع الإمام الباقر (عليه السلام) من أنيقف من الاُمة بشكل عام ومن الاُمويينوهشام بن عبد الملك بشكل خاص موقف التحديالفكري والعقائدي والعلمي لبيان الحقالمغتصب وكشف ستار الباطل الذي كان قدأسدله الحكّام على الحق ورموزه.
وحين حجّ هشام بن عبد الملك بن مروان سنةمن السنين وكان قد حجّ في تلك السنة محمّدبن علي الباقر (عليه السلام) وابنه جعفر،قال جعفر بن محمد (عليه السلام) في بعضكلامه: «الحمد لله الذي بعث محمّداًنبيّاً وأكرمنا به، فنحن صفوة الله علىخلقه وخيرته من عباده فالسعيد من اتّبعناوالشقيّ مَن خالفَنَا، ومن الناس من يقول:إنهيتولاَّنا وهو يتولّى أعدائنا ومنيليهم من جلسائهم وأصحابهم، فهو لم يسمعكلام ربّنا ولم
(1) سفينة البحار: 2/127.
(2) تاريخ دمشق: 51/38.
(3) تاريخ اليعقوبي 2/305.