على القصب يلعب معهم.
قال: فأشرف عليه فإذا هو مع الصييان يلعبعلى القصب. فقال الحمد لله الذي عافاني منقتله(1).
وكان في هذه المرحلة رجال كتموا تشيّعهموما رسوا نشاطات مؤثرة في حياة الاُمةفكرية وعسكرية وفقهية مع الاحتفاظبعلاقاتهم، فمن فقهاء الشيعة سعيد بنالمسيّب، والقاسم بن محمد، فقد كانابارزين بين علماء ذلك العصر في الفقهوغيره إلاَّ أ نَّه لم تكن لهم صبغة التشيعالصريح، فقد شاع عن سعيد بن المسيّب أنهكان يجيب أحياناً برأي غيره من علماء عصرهأو برأي من سبقه من الصحابة مخافة أن يصيبهما أصاب سعيد بن جبير ويحيى بن اُم الطويلوغيرهما ممّن تعرضوا للقتل والتشريد بسببتشيّعهم.
وهذا موسى بن نصير من رجالات الكوفةالعسكريين وزهّادها المؤمنين ممّن عرفبولائه لأهل البيت (عليهم السلام) هو وأبوهنصير، ولقد غضب عليه معاوية إذ لم يخرج معهلصفين، وموسى هو الذي فتح الفتوحاتالعظيمة في بلاد المغرب وكان تحت امرتهمولاه طارق بن زياد وولده عبد العزيزوبسبب تشيّعه غضب عليه سليمان بن عبدالملك وقبل أن يقتله عرضه لأنواع العذابفقتل ولده أمامه وألزمه بدفع مبلغ كبير(2).
وكان لجابر الجعفي وزرارة وأبان بن تغلبوغيرهم دور بالغفي نجاح حركة الإمامالفكريّة وأصبحوا فيما بعد النواةلجامعتهوبقي هؤلاء بعد وفاة الإمامالباقر (عليه السلام) بصحبة ولده الصادق(عليه السلام)
(1) بحار الأنوار: 46/282، والكافي: 1/396.
(2) تاريخ اليعقوبي: 2/294.