أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
وكان الإمام الباقر (عليه السلام) قبل هذاالوقت قد هيّأ الشيعة وأعدّهم لأخذ معالمالشريعة من الإمام الصادق (عليه السلام)عندما قال: «اذا افتقدتموني فاقتدوا بهذافإنّه الإمام والخليفة بعدي وأشار إلىإبنه جعفر»(1).
وباشر الإمام الصادق (عليه السلام)مسؤولياته بدءً بالتعريف بإمامتهوإثباتها بشكل علمي وعملي.
جاء عن عبد الرحمن ابن كثير: إنّ رجلا دخلالمدينة يسأل عن الإمام، فدلّوه على عبدالله ابن الحسن، فسأله هنيئة ثمّ خرج،فدلّوه على جعفر بن محمد (عليه السلام)فقصده فلمّا نظر إليه جعفر (عليه السلام)قال: «يا هذا إنّك كنتَ دخلتَ مدينتنا هذه،تسأل عن الإمام، فاستقبلك فتية من ولدالحسن فأرشدوك إلى عبد الله بن الحسن،فسألته هنيئة ثم خرجت، فإن شئت أخبرتكعمّا سألته، وما ردّ عليك. ثم استقبلك فتيةمن ولد الحسين، فقالوا لك: يا هذا إن رأيتأن تلقى جعفر بن محمد فافعل فقال: صدقت كانكما ذكرت»(2).
وهكذا أخذ الإمام (عليه السلام) يمارسألواناً من الأساليب لئلاّ يضيع أتباع أهلالبيت بين القيادات المتعدّدة إلى أنتبلور في الأذهان أنّ الإمام جعفر بن محمد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو الرمزالإلهي والقائد الحقيقي للاُمة بعد أبيهالباقر (عليه السلام).
واستمر الإمام بتعزيز خطواته فتحرّكباُسلوب آخر بغية تعميق العلاقة بينه وبينالوجود الشيعي الذي أعدّ تفاصيله ورسممعالمه الإمام الباقر (عليه السلام).
(1) كفاية الأثر: 254، وبحار الأنوار: 47 / 15.
(2) المناقب لابن شهر آشوب: 3/349، وبحارالأنوار: 25/184، و: 47/125.