ومن هنا نجد الإمام الصادق (عليه السلام)يشحذ هممهم ويثير في نفوسهم الحماس ويخاطبمواطن الخير والقوة فيها مشيراً إلى أنّالكثرة من الناس قد خذلتهم وجهلت حقّهم.وإنّ المسلم الذي تحمّل ساعة الشدة وبقيملازماً لهم حتَّى صقلته التجارب ولميستجب للإغراءات لهو جدير بحمل الأمانةومواصلة الطريق معهم.
ولنقرأ النص الثاني الذي يرتبط بجماعةموالية لأهل البيت (عليه السلام) من الكوفةعلى الإمام الصادق (عليه السلام) فيالمدينة بعد استشهاد أبيه. قال عبد الله بنالوليد: دخلنا على أبي عبد الله (عليهالسلام) في زمن بني مروان، فقال ممن أنتم؟قلنا: من الكوفة. قال: ما من البلدان أكثرمحبّاً لنا من أهل الكوفة، لا سيّما هذهالعصابة(1)، إنّ الله هداكم لأمر جهلهالناس فأحببتمونا وأبغضنا الناس،وبايعتمونا وخالفنا الناس، وصدّقتموناوكذَّبنا الناس، فأحياكم الله محيانا،وأماتكم مماتنا(2).
(1) يقصد الشيعة لأنها أخص.
(2) امالي الشيخ الطوسي: 1 / 143، وبحارالأنوار: 68 / 20 ح34.