الخلافة والتربّع على منبر رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعزل علي بنأبي طالب (عليه السلام) عن هذا الموقعالريادي الذي عيّنه فيه رسول الاسلام.
4 ـ حركة الغلاة: تعتبر حركة الغلاة في نظرالمؤرخين من أخطر الحركات هدماً وضرراًللمجتمع الإسلامي آنذاك لأنّها حركةسياسية عقائدية قد استهدفت ضرب الاسلام منالداخل، كما أنّ دراسة هذهِ الحركة من قبلالمؤرّخين لا زالت غامضة حتى اليوم; إذ لمتدوّن أفكار هذهِ الحركة بأقلام دعاتها.
وحركة الغلاة لم تدم طويلاً لأنها ظهرتعلى المسرح السياسي ثم اختفت بسرعة وقدحاصرها الإمام الصادق (عليه السلام) حيثأدرك خطورتها فأعلن البراءة منها ومنمبادئها ولعن دعاتها كأبي الخطاب وحذّرالناس من أهدافها الخبيثة.
لقد نشطت هذه الحركة في أواخر الحكمالاُموي فبثّ أبو الخطاب أفكاره بسريّة فيمدينة الكوفة في الوقت الذي كانت تموج بهاالتيارات السياسية، والدعوة العباسيةناشطة في شق طريقها الى النجاح. وكاناختيار أبي الخطاب للكوفة لعلمه بأنهاقاعدة لتجمع الموالين لأهل البيت (عليهمالسلام) وبهذا يمكن تشويه هذه القاعدةالواعية وضرب اتباع أهل البيت عن هذاالطريق.
قال أبو عباس البغوي: دخلنا على فثيونالنصراني وكان في دار الروم بالجانبالغربي، فجرى الحديث الى أن سألته عن ابنكلاب فقال فثيون: رحم الله عبدالله (ابنكلاب) كان يجيئني فيجلس الى تلك الزاوية ـوأشار الى ناحية من البيعة وهي الكنيسة ـوعني أخذ هذا القول، ولو عاش لنصّرنا