موسوعة الإمام الخوئی جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
فيقال قلبه قلباً: حوّله عن وجهه، و لم تردالاستحالة في شيء من الأخبار ليتكلم فيمفهومها، و إنما حكمنا بالطهارة معهالانعدام موضوع النجاسة و ارتفاع حكمه. نعمبين الاستحالة و الانقلاب فرق في مصطلحالفقهاء و قد تصدى الماتن (قدس سره) لبيانالفارق بينهما بحسب الاصطلاح، و توضيح ماأفاده:أنّ النجاسة في الأعيان كما تقدّم مترتبةعلى عناوينها الخاصّة من البول و الخمر والدم و هكذا، فالخمر بما هي خمر نجسة لابما أنها جسم مثلًا و هكذا الحال في غيرهامن الأعيان، و هو معنى قولهم: الأحكام تتبعالأسماء بمعنى أنها تدور مدار العناوينالمأخوذة في موضوعاتها، فاذا زال عنهاعنوانها زال حكمها لا محالة، فيحكم بعدمنجاسة الخمر و عدم حرمتها إذا سلب عنهاعنوانها و اتصفت بعنوان آخر، فلا يعتبر فيزوال النجاسة أو الحرمة زوال الخمر وانعدامها بذاتها أو انعدام البول كذلك أوغيرهما.و من هنا يظهر أن استصحاب النجاسة عندزوال عنوان النجس بالانقلاب من الأغلاطالتي لا نتمكن من تصحيحها، فإن النجاسةكحرمة المسكر الجامد كالبنج فكما أنه إذازال عنها إسكاره ارتفعت حرمته لكونهامترتبة على البنج المسكر، كذلك الحال فيالمقام فهل يمكن استصحاب حرمته حينئذ؟ وهذا بخلاف المتنجسات لعدم ترتب النجاسةفيها على عناوينها و إنما ترتبت علىذواتها، فهي متنجسة بما أنها جسم فلاترتفع نجاستها بزوال عناوينها لبقاءالجسمية بمرتبتها النازلة، بل يتوقف زوالحكمها على انعدام ذواتها و تبدل صورتهاالجسمية بجسم آخر، كما إذا تبدل النباتالمتنجِّس حيواناً، فإنّ الصورة الجسميةفي أحدهما غير الصورة في الآخر و حيث إنارتفاع النجاسة في الأعيان النجسة لايحتاج إلى تبدل الذات بل يكفي فيه تبدلالعنوان على خلاف المتنجِّسات، فاصطلحالفقهاء (قدس اللَّه أسرارهم) في زوالالعنوان بالانقلاب كما اصطلحوا في زوالالذات و الحقيقة بالاستحالة، تمييزاًبينهما و بياناً للفارق بين النجاسات والمتنجسات، لا من جهة أن الانقلاب غيرالاستحالة حقيقة لما عرفت من أنهما شيءواحد.