قد عرفت فيما تقدم دلالة جملة من الاخبارعلى جواز صوم الثلاثة بعد الوصول إلىبلده، فيصوم العشر كملا هناك، و ينبغيتقييده بأن يكون وصوله قبل خروج ذي الحجة،لأنه مع خروج ذي الحجة و لمّا يصم الثلاثةيلزمه الدم كما تقدم، و يجب تقييده أيضابعدم وجود الهدي و إرساله على وجه يمكنذبحه في ذي الحجة و إلا تربص به إلى العامالقابل و سقط الصوم في الصورة المذكورة،كما تقدم جميع ذلك في الأخبار. و يدل عليه زيادة على ما تقدم ما رواه فيالمقنع مرسلا قال: «و روى إذا لم يجدالمتمتع الهدي حتى يقدم إلى اهله أنهيبعثه». قال شيخنا الشهيد في الدروس: «لو رجع إلىبلده و لم يصم الثلاثة و تمكن من الهدي وجببعثه لعامه إذا كان يدرك ذا الحجة و إلاففي القابل، و قال الشيخ: يتخير بين البعثو هو الأفضل و بين الصوم و أطلق» انتهى. أقول: و قد تقدم في الأمر السادس منالمسألة المتقدمة نقل كلام الشيخالمذكور، و كلام العلامة عليه في ذلك.