حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
و عن أبي بصير قال: «سألته عن رجل جهل أنيقصر من رأسه أو يحلق حتى ارتحل من منى،قال: فليرجع إلى منى حتى يحلق شعره بها أويقصر، و على الصرورة أن يحلق». و رواه الصدوق بسنده عن علي بن أبي حمزة عنأبي بصير إلا أنه قال: «حتى يلقى شعره بهاحلقا كان أو تقصيرا، و على الصرورة الحلق»ثم قال: «و روى أنه يحلق بمكة و يحمل شعرهإلى منى». و عن مسمع في الحسن قال: «سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن رجل نسي أن يحلق رأسهأو يقصر حتى نفر، قال: يحلق في الطريق أوأين كان». و حمله الشيخ على تعذر العود إلىمنى، و لا بأس به. و طعن في هذه الرواية في المدارك بأنراويها مسمع، و هو غير موثق. و فيه أنه و إن كان غير موثق إلا أنهممدوح، و حديثه معدود عند القوم في الحسن،و لكن كلامه فيه كما عرفت في ما تقدم مضطربما بين أن يعده في الصحيح تارة و في الحسنأخرى أو يرد روايته كما هنا. (الثاني): أنه متى تعذر عليه الرجوع حلق أوقصر مكانه و بعث بشعره، أما جواز حلق الشعرأو تقصيره في مكانه فلا إشكال فيه. إنما الكلام في أن البعث إلى منى وجوبا أواستحبابا، فقيل بالأول، و هو ظاهر الشيخفي النهاية و المحقق في الشرائع، و ظاهرأبي الصلاح أيضا. و قال الشيخ في التهذيب بالاستحباب، و بهجزم المحقق في النافع و العلامة فيالمنتهى.