حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
إلى الحج. انتهى. أقول: و ربما قيل: إن هذا الهدي جبران منكان عليه أن يحرم بالحج من خارج وجوبا أواستحبابا فأحرم من مكة، فإن خرج حتى يحرمعن موقفه فليس عليه هدي، و لا بعد فيه،فإنه قد ورد به روايات. و لعله إلى هذا المعنى أشار في الدروس حيثقال: «و في صحيح العيص يجب على من اعتمر فيرجب و اقام بمكة و خرج منها حاجا، لا على منخرج فأحرم من غيرها، و فيه دقيقة». انتهى.فان الظاهر أن الدقيقة المشار إليها هي ماذكرناه من جعل الهدي جبرانا في الصورةالمذكورة. و قد تقدمت جملة من الأخبار دالة على أنالمجاور بمكة إذا أراد الحج إفرادا فإنهيخرج من أول ذي الحجة إلى الجعرانة أوالتنعيم، فيهل بالحج و يبقى إلى يومالتروية، و يخرج إلى الحج، و هذه الروايةدلت على أن من خرج و عقد الحج من خارج مكةفليس عليه هدي، و من لم يخرج و أحرم من مكةفعليه الهدي جبرانا لحجة، حيث أخل بالخروجإلى خارج مكة، و يدل على الهدي في الصورةالمذكورة بعض الاخبار التي لا يحضرني الآنموضعها. و الحمل على التقية أيضا غير بعيد، لأنهمذهب أبي حنيفة و اتباعه كما نقله فيالمنتهى. و بالجملة فإن هذه الرواية معارضة بما هوأوضح دلالة و أصرح مقالة و أوفق بمطابقةالأصول و اتفاق الأصحاب كما عرفت، عداالقائل المذكور فتعين تأويلها بأحدالوجوه المذكورة و إلا فطرحها، و اللهالعالم.