مهم في قصّة آدم، إذ يقول: يا بَنِي آدَمَقَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساًيُوارِي سَوْآتِكُمْ.و لكن فائدة اللباس الذي أرسلناه لكم لاتقتصر على ستر البدن و إخفاء العيوب والسوءات، بل للتجمل و الزينة أيضا حيثيجعل أجسامكم أجمل ممّا هي عليه. وَرِيشاً.و كلمة «ريش» في الأصل هو ما يستر أجسامالطيور، و حيث أنّ ريش الطيور هو اللباسالطبيعي في أجسامها، لهذا أطلق على نوع منأنواع الألبسة، و لكن حيث أنّ ريش الطير فيالأغلب مختلف الألوان جميلها، لذلكتتضمّن هذه الكلمة مفهوم الزينة و الجمال،هذا مضافا إلى أنّه تطلق كلمة الريش علىالأقمشة التي تلقى على سرج الفرس أو جهازالبعير.و قد أطلق بعض المفسّرين و أهل اللغة هذهاللفظة على معنى أوسع أيضا، و هو كل نوع منأنواع الأثاث و الحاجيات التي يحتاج إليهاالإنسان، و لكن الأنسب في الآية الحاضرةهو الألبسة الجميلة و ثياب الزينة.ثمّ تحدث القرآن عقيب هذه الجملة التيكانت حول اللباس الظاهري، عن حدّ اللباسالمعنوي تبعا لسيرته في الكثير من المواردالتي تمزج بين الجانبين المادي و المعنوي،الظاهري و الباطني إذ قال: وَ لِباسُالتَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ.و تشبيه التقوى باللباس تشبيه قويالدلالة، معبّر جدّا، لأنّه كما أنّاللباس يحفظ البدن من الحرّ و القرّ، يقيالجسم عن الكثير من الأخطار، و يسترالعيوب الجسمانية، و هو بالإضافة الى هذاو ذاك زينة للإنسان، و وقايته من الكثير منالأخطار الفردية و الاجتماعية، تعدّ زينةكبرى له ... زينة ملفتة للنظر تضيف إلىشخصيته رفعة و سمّوا، و تزيدها جلالا وبهاء.ثمّ إنّ هناك مذاهب متعددة للمفسّرين فيتحديد المراد من لباس التقوى،