هنا ليس كلّهم، بل أكثرية عظيمة منهمسلكوا هذا السبيل، و ذلك بشهادة الآياتالقادمة التي تعكس عجز هارون عن مواجهتهاو صرفها عن ذلك.
كيف كان للعجل الذهبي خوار؟
و «الخوار» هو الصوت الخاص الذي يصدر منالبقر أو العجل، و قد ذهب بعض المفسّرينإلى أنّ السامري بسبب ما كان عنده منمعلومات وضع أنابيب خاصّة في باطن صدرالعجل الذهبي، كان يخرج منها هواء مضغوطفيصدر صوت من فم ذلك العجل الذهبيّ شبيهبصوت البقر.و يقول آخرون: كان العجل قد وضع في مسيرالريح بحيث كان يسمع منه صوت على أثر مرورالريح على فمه الذي كان مصنوعا بهيئةهندسية خاصّة.أمّا ما ذهب إليه جماعة من المفسّرين منأن السامريّ أخذ شيئا من تراب من موضع قدمجبرئيل و صبّه في العجل فصار كائنا حيا، وأخذ يخور خوارا طبيعيا فلا شاهد عليه فيآيات القرآن الكريم، كما سيأتي بإذن اللّهفي تفسير آيات سورة طه.و كلمة «جسدا» شاهد على أن ذلك العجل لميكن حيوانا حيا، لأنّ القرآن يستعمل هذهاللفظة في جميع الموارد في القرآن الكريمبمعنى الجسم المجرّد من الحياة و الروح «1»و بغض النظر عن جميع هذه الأمور يبعد أنيكون اللّه سبحانه قد أعطى الرجل المنافق(مثل السامريّ) مثل تلك القدرة التي يستطيعبها أن يأتي بشيء يشبه معجزة النّبي موسىعليه السلام، و يحيي جسما ميتا، و يأتيبعمل يوجب ضلال الناس حتما و لا يعرفون وجهبطلانه و فساده.(1) راجع الآيات (8) من سورة الأنبياء، و (34)من سورة ص.