امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 5

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 5

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



ذلك المجتمع الذي انحرف عن الحق، إذالعودة إلى الحق و الصواب عسيرة في غير هذهالصورة.

إنّ القرآن يستعرض ردّة فعل موسى الشديدةفي قبال ذلك المشهد و في تلك الأزمة، إذيقول: إنّ موسى ألقى ألواح التوراة التيكانت بيده، و عمد إلى أخيه هارون و أخذبرأسه و لحيته و جرهما إلى ناحيته ساخطاغاضبا.

و كما يستفاد من آيات قرآنية أخرى، وبخاصّة في سورة طه، أنّه علاوة على ذلك لامهارون بشدّة، و صاح به، لماذا قصّرت فيالمحافظة على عقائد بني إسرائيل و خالفتأمري «1».

و في الحقيقة كان هذا الموقف يعكس- منجانب- حالة موسى عليه السلام النفسية، وانزعاجه الشديد تجاه و ثنية بني إسرائيل وانحرافهم، و من جانب آخر كان ذلك وسيلةمؤثرة لهزّ عقول بني إسرائيل الغافية، والفاتهم إلى بشاعة عملهم.

و بناء على هذا إذا كان إلقاء ألواحالتوراة في هذا الموقف قبيحا- فرضا- و كانالهجوم على أخيه لا يبدو كونه عملا صحيحا،و لكن مع ملاحظة الحقيقة التالية، و هيأنّه من دون إظهار هذا الموقف الانزعاجيالشديد لم يكن من الممكن إلفات نظر بنيإسرائيل إلى بشاعة خطئهم ... و لكان منالممكن أن تبقى رواسب الوثنية في أعماقنفوسهم و أفكارهم ... إنّ هذا العمل لم يكنفقط غير مذموم فحسب، بل كان يعد عملا واجباو ضروريا.

و من هنا يتّضح أنّنا نحتاج أبدا إلىالتبريرات و التوجيهات التي ذهب إليها بعضالمفسّرين، للتوفيق بين عمل موسى عليهالسلام هذا و بين مقام العصمة التي يتحلىبها الأنبياء، لأنّه يمكن أن يقال هنا: إنّموسى عليه السلام انزعج في هذه اللحظة منتأريخ بني إسرائيل انزعاجا شديدا لم يسبقله مثيل، لأنّه وجد نفسه أمام أسوأ

(1) سورة طه: 92- 93.

/ 636