امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 5

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 5

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



فلهذا كان الكلام في هذه الآية الشريفةموجها إليهم.

الآية الثّانية: تؤكّد هذا المعنى أيضافتقول: وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَقالُوا سَمِعْنا وَ هُمْ لا يَسْمَعُونَ.

إنّ هذا التعبير الطريف يشير للذينيعلمون و لا يعملون، و يسمعون و لايتأثرون، و في ظاهرهم أنّهم من المؤمنين،و لكنّهم لا يطيعون أوامر الرسول صلّىالله عليه وآله وسلّم، فهؤلاء لهم آذانسامعة لكل الأحاديث و يعون مفاهيمها، وبما أنّهم لا يعملون بها و لا يطبقونهافكأنّهم صمّ لا يسمعون، لأنّ الكلام مقدمةللعمل فلو عدم العمل فلا فائدة من أيةمقدمة.

و أمّا المراد من هؤلاء الأشخاص الذينيحذّر القرآن المسلمين لكيلا يصيروامثلهم، فيرى بعض أنّهم المنافقون الذيناتخذوا لأنفسهم مواقع في صفوف المسلمين، وقال آخرون: إنّما تشير إلى طائفة مناليهود، و ذهب بعض بأنّهم المشركون منالعرب. و لا مانع من انطباق الآية على هذهالطوائف الثلاث، و كل ذي قول بلا عمل.

و لما كان القول بلا عمل، و الاستماع بلاتأثر، أحد الأمراض التي تصّاب بهاالمجتمعات، و أساس الكثير من التخلفات،فقد جاءت الآية الأخرى لتؤكّد على هذهالمسألة بأسلوب آخر، فقالت: إِنَّ شَرَّالدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّالْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ «1».

و لمّا كان القرآن كتاب عمل فإنّه ينظرإلى النتائج دائما، فيعتبر كل موجود لافائده فيه كالمعدوم، و كل حي عديم الحركة والتأثير كالميت، و كل حاسّة من حواسالإنسان مفقود إذا لم تؤثر فيه تأثيراايجابيا في مسيرة الهداية و السعادة، وهذه الآية اعتبرت الذين لهم آذن سالمةلكنّهم لا يستمعون لآيات اللّه و دعوة

(1) «... صم» جمع «الأصم» و هو الذي لا يسمع و«البكم» جمع «الأبكم» و هو فاقد النطق.

/ 636