امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 5

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 5

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



يصرّ كثير من المفسّرين على تفسير مثل هذهالآيات بالنّزول المكاني أي من فوق إلىتحت، مثلا يقولون: إنّ ماء المطر ينزل منالسماء إلى الأرض فتروى منه النباتات والحيوانات، من هنا تكون مواد اللباس قدنزلت- بهذا المعنى- من السماء إلى الأرض.

و في مجال الحديد أيضا يقولون: إنّالأحجار و الصخور السماوية العظيمة التيتحتوي على عناصر الحديد قد انجذبت إلىالأرض.

و لكن النّزول ربّما استعمل بمعنىالنّزول المقامي، و قد استعملت هذه اللفظةفي المحاورات اليومية بهذا الشكل كثيرا،فيقال مثلا: أصدر الحاكم أمره إلى أمرائه ومعاونيه، أو يقال: رفعت شكواي إلى القاضي،لهذا لا داعي إلى الإصرار على تفسير هذهالآيات بالنّزول المكاني.

فحيث أنّ النعم الإلهية قد صدرت من المقامالرّبوبي الرفيع إلى البشر، لهذا عبّر عنهذا المفهوم بهذا اللفظ، و هو تعبير يدركهالإنسان بدون إشكال أو صعوبة.

و يشبه هذا الموضوع ما نلاحظه في ألفاظالإشارة القريبة و البعيدة أيضا، فقد يكونشي‏ء ما ذا بال أو موضوع مهمّ في متناولأيدينا، و لكنّه- لما كان من حيث الشأن-يتمتّع بمقام مهمّ رفيع، فإنّنا نشير إليهباسم الإشارة البعيد، فنقول في محاوراتنامثلا: تلك الشّخصية، و نحن نقصد رجلا حاضراقريبا، و قد جاء في القرآن الكريم: ذلِكَالْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ. و المقصود منالكتاب المشار إليه بالإشارة البعيدةالقرآن الحاضر، و لكن تعظيما له أستعيض فيالإشارة إليه عن أداة الإشارة القريبةبأداة الإشارة البعيدة.

اللباس في الماضي و الحاضر:

لم يزل الإنسان فيما مضى- كما يشهد بهالتاريخ- يلبس الثياب، و لكن‏

/ 636