منذ قديم الزمان.و قد نستعمل هذا المثل أيضا، في محاوراتنااليومية الآن، فيقال عن الأشخاصالمتشدّدين جدّا أحيانا، و المتساهلينجدّا أحيانا أخرى: (إنّ فلانا تارة لا يدخلمن باب المدينة، و تارة يدخل من ثقب إبرة).ثالثا: بالنظر إلى أنّ استعمال لفظة الجملفي المعنى الأوّل (أي البعير) أكثر، بينمااستعمالها في الحبل الغليظ قليل جدا، لهذايبدو أنّ التّفسير الأوّل أنسب.و في خاتمة الآية يضيف تعالى للمزيد منالتأكيد و التوضيح قائلا: وَ كَذلِكَنَجْزِي الْمُجْرِمِينَ.و في الآية اللاحقة يشير إلى قسم آخر منعقوبتهم المؤلفة إذ يقول: لَهُمْ مِنْجَهَنَّمَ مِهادٌ وَ مِنْ فَوْقِهِمْغَواشٍ «1».ثمّ يضيف للتأكيد وَ كَذلِكَ نَجْزِيالظَّالِمِينَ.و الملفت للنظر و الطريف: أنّه يعبّر عنهممرّة بـ «المجرم» و مرّة بـ «الظالم» وثالثة بـ «المكذبين» لآيات اللّه، و رابعةبـ «المستكبرين»، و ترجع جميعها إلى حقيقةواحدة في الواقع. (1) المهاد جمع مهد و زان عهد أي الفرش، والغواش في الأصل غواشي جمع غاشية بمعنى كلنوع من أنواع الغطاء، كما أنّه يطلق علىالخيمة أيضا، و في الآية الحاضرة يمكن أنيكون بمعنى الخيمة أو بمعنى الغطاء.