و هذا الأمر غير منحصر بالآية محل البحثحتى تكون مثارا للغرابة و التعجب.أضف إلى ذلك أنّ الزكاة محرمة علىالمحتاجين من بني هاشم، فيلزم توفير مصدرآخر لهم، و هذه قرينة على أنّ الآية تخصّالمحتاجين من بني هاشم.لذا نقرأفي حديث عن الإمام الصادق عليه السّلامقوله: «إنّ اللّه تعالى لما حرّم عليناالصدقة أنزل لنا الخمس، فالصدقة عليناحرام و الخمس لنا حلال» «1»
5- هل الغنائم منحصرة في غنائم الحرب
الموضوع المهم الآخر الذي يجب أن يبحث فيالآية، و هو في الحقيقة بمثابة العمدةفيها، هو: هل لفظ الغنيمة المذكور فيهايطلق على الغنائم الحربية فحسب، أوالموضوع أوسع من ذلك فيشمل كل زيادة فيالمال؟! ففي الصورة الأولى فإنّ الآيةتبيّن الخمس في غنائم الحرب فحسب، و أمّاالخمس في سائر الموارد فينبغي معرفته منالسنة و الأخبار المتواترة و صحيحالرّوايات، و لا مانع أن يشير القرآن إلىقسم من أحكام الخمس بما يناسب مسائلالجهاد، و أن تتناول السنة الشريفة بيانأقسامه الباقية.فمثلا قد وردت الصلوات الخمس اليوميةصريحة في القرآن، كما أشير إلى صلاةالطواف التي هي من الصلوات الواجبة أيضا،و لم ترد أيّة إشارة في القرآن إلى صلاةالآيات المتفق على وجوبها من قبل الفرقالإسلامية من أهل السنة و الشيعة كافة، ولا نجد قائلا يقول بأنّه لا يجب الإتيانبصلاة الآيات لأنّها لم تذكر في القرآن أوأن القرآن أشار إلى بعض الأغسال و لم يذكرغيرها، فيجب ترك ما لم يشر إليه القرآن!فهذا المنطق لا يقره أي مسلم أبدا.فبناء على ذلك، لا إشكال في أن يبيّنالقرآن قسما واحدا من أقسام(1) وسائل الشيعة، ج 6، باب الخمس، و مجمعالبيان ذيل الآية ...