أساس النماذج و العيّنات الموجودة في هذهالدنيا، فهكذا الحال بالنسبة إلىالأعراف، لأنّ الناس في هذه الدنيا ثلاثفرق: المؤمنون الصادقون الذين وصلوا إلىالطمأنينة الكاملة في ضوء الإيمان، و لميدخروا وسعا في طريق المجاهدة.و المعاندون و أعداء الحق المتصلبونالمتمادون في لجاجهم الذين لا يهتدون بأيةوسيلة. و الفريق الثّالث هم الذين يقفون فيهذا الممر الصّعب عبوره- في الوسط بينالفريقين، و أكثر عناية القادة الصادقين وأئمّة الحق موجهة إلى هؤلاء، فهم يبقونإلى جانب هؤلاء، و يأخذون بأيديهملإنقاذهم و تخليصهم من مرحلة الأعرافليستقروا في صف المؤمنين الحقيقيين.و من هنا يتّضح أن تدخّل الأنبياء والأئمّة في انقاذ هذا الفريق في الآخرةكتدخلهم لذلك في الدنيا لا ينافي أبداقدرة اللّه و حاكميته على كل شيء، بل كلما يفعلونه إنّما هو بإذن اللّه تعالى وأمره.