تفسیر کتاب اللّه المنزل نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
«أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا»بالتوفيق للإيمان صفة أخرى لهما أو اعتراض«ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ «1»(1) عليهم: بكسر الميم و عليهم بضم الهاءالْبابَ» باب قريتهم و لا تخشوهم فإنهمأجسام بلا قلوب «فَإِذا دَخَلْتُمُوهُفَإِنَّكُمْ غالِبُونَ» علما ذلك منإخبار موسى و قوله:" كَتَبَ اللَّهُلَكُمْ" أو مما عهدا من قهر الله أعداءموسى «وَ عَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواإِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ» «2»(2) مومنين به و بوعده «قالُوا يا مُوسىإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً مادامُوا فِيها» بدل بعض من أبدا «فَاذْهَبْأَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّاهاهُنا قاعِدُونَ» قالوا ذلك استهانةبالله و رسوله «قالَ» موسى «رَبِّ إِنِّيلا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَ أَخِيفَافْرُقْ» فافصل «بَيْنَنا وَ بَيْنَالْقَوْمِ الْفاسِقِينَ قالَ فَإِنَّهامُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ» لا يدخلونها«أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِيالْأَرْضِ» يسيرون فيها متحيرين «فَلاتَأْسَ» «3»(3) تأس لا تحزن «عَلَى الْقَوْمِالْفاسِقِينَ»روي: لبثوا في التيه أربعين سنة يسيرون منالمساء إلى الصباح فإذا هم بحيث ارتحلواعنه، و مات فيه هرون ثم موسى«وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْآدَمَ» قابيل و هابيل «بِالْحَقِّ»بالصدق «إِذْ قَرَّبا قُرْباناً» اسم لمايتقرب به إلى اللهروي: أن آدم أمر أن يدفع الوصية إلى هابيلفغضب قابيل و كان أكبر فقال: قربا قربانافمن أيكما يقبل دفعتها إليه«فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما» هابيل إذقرب من خير غنمه «وَ لَمْ يُتَقَبَّلْمِنَ الْآخَرِ» قابيل إذ قرب أردى زرعه«قالَ لَأَقْتُلَنَّكَ» توعده بالقتللفرط حسده له على تقبل قربانه «قالَ»جوابا له «إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُمِنَ الْمُتَّقِينَ» أي إنما أصبت من قبلنفسك بترك التقوى لا من قبلي فلم تقتلني«لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَلِتَقْتُلَنِي» ظلما «ما أَنَا بِباسِطٍيَدِيَ «4»(4) يدي بسكون الياء بعد الدال المكسورةإِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ» دفعا و مقابلة«إِنِّي «5»(5) إني بفتح الياء أَخافُ اللَّهَ رَبَّالْعالَمِينَ إِنِّي «6»(6) إني بفتح الياء أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ»ترجع متلبسا «بِإِثْمِي» بإثم قتلي «وَإِثْمِكَ» الذي كان منك من قبل، أو أن تحملإثمي لو بسطت إليك يدي و إثمك ببسطك يدكإلى و لم يرد بالذات معصية أخيه و شقاوته،أو أريد بالإثم عقوبته «فَتَكُونَ مِنْأَصْحابِ النَّارِ» بظلمك لي «وَ ذلِكَجَزاءُ الظَّالِمِينَ» من قوله أو قولالله «فَطَوَّعَتْ» سهلت «لَهُ نَفْسُهُقَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ» قيل و هو ابنعشرين سنة بالهند، أو عقبة حراء، أو موضعمسجد البصرة «فَأَصْبَحَ مِنَالْخاسِرِينَ» للدارين إذ بقي عمره طريدافزعا «فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُفِي الْأَرْضِ»روي لما قتله لم يدر ما يصنع به فجاءغرابان فقتل أحدهما صاحبه ثم حفر لهبمخالبه و دفن فيه صاحبه«لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي» يستر«سَوْأَةَ أَخِيهِ» جسده الميت فإنهيستقبح أن يرى «قالَ يا وَيْلَتى» «7»(7) يا ويلتاه وقفا احضري فهذا وقتك و ألفهابدل ياء المتكلم «أَ عَجَزْتُ أَنْأَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ» في العلم«فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَمِنَ النَّادِمِينَ» على قتله لاسودادجسده و تبري أبيه منه و حمله له سنة إذ تخيرفيه و لم يندم عن توبة «مِنْ أَجْلِ ذلِكَكَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ» وغيرهم «أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساًبِغَيْرِ» قتل «نَفْسٍ أَوْ» بغير«فَسادٍ فِي الْأَرْضِ» كالشرك و قطعالطريق «فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَجَمِيعاً» فإنه هتك حرمة الدماء و سنالقتل و جرأ