و قيل إلا" وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ" الآياتالثلاث و" قُلْ تَعالَوْا" الثلاث«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَالسَّماواتِ وَ الْأَرْضَ» أي أوجدهمابمقدار تقتضيه الحكمة «وَ جَعَلَالظُّلُماتِ وَ النُّورَ» جمعت دونهلكثرة أسبابها إذ لكل جرم ظل و قدمت لتقدمالعدم على الملكة «ثُمَّ الَّذِينَكَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ» عطفعلى الحمد لله أي هو حقيق بالحمد على ماخلق للعباد ثم الذين كفروا به يعدلون عنه«هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ» ابتداء خلقكم«مِنْ طِينٍ» إذ خلق عنه أصلكم آدم «ثُمَّقَضى «1»(1) قضي: بكسر الضاد بعدها ياء. أَجَلًا»أجل الموت أو ما بين الخلق و الموت «وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ» أجل القيامةأو ما بين الموت و البعث، وعنهم ع ما حاصلة قضى أجلا محتوما لموتكملا يتقدم و لا يتأخر و أجل مسمى عنده يمحوهو يثبته«ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ» تشكوناستبعاد لشكهم في البعث فإن القادر علىالابتداء على الإعادة أقدر «وَ هُوَ «2»(2) و هو: بسكون الهاء. اللَّهُ فِيالسَّماواتِ وَ فِي الْأَرْضِ» أيالمعبود فيها كذلك هو الله في كل مكان«يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ»تقرير له «وَ يَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ» منخير و شر فيجازيكم به «وَ ما تَأْتِيهِمْ«3»(3) تأتيهم: بحذف الهمزة و ضم الهاء. مِنْآيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ» حجة من حججهالمعجزات كآيات القرآن و غيرها و" من"الأولى مزيدة و الثانية للتبعيض «إِلَّاكانُوا عَنْها» أي عن النظر فيها«مُعْرِضِينَ» لم يلتفتوا إليه «فَقَدْكَذَّبُوا بِالْحَقِّ» بالقرآن «لَمَّاجاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ «4»(4) تأتيهم: بحذف الهمزة و ضم الهاء.أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ»عند حلول العذاب بهم في الدنيا و الآخرة«أَ لَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْقَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ» كثيرا من كل طبقة«مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ما لَمْنُمَكِّنْ لَكُمْ» أعطيناهم ما لم نعطكم«وَ أَرْسَلْنَا السَّماءَ» السحاب أوالمطر «عَلَيْهِمْ مِدْراراً» غزيرا «وَجَعَلْنَا الْأَنْهارَ تَجْرِي مِنْتَحْتِهِمْ» تحت مساكنهم«فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ» و لميغن ذلك عنهم شيئا «وَ أَنْشَأْنا مِنْبَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ» مكانهمفاحذروا أن يفعل ذلك بكم «وَ لَوْنَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِيقِرْطاسٍ» مكتوبا في ورق كما اقترحوه«فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ» «5»(5) بأيديهم: بضم الهاء. أبلغ في نفي الريبمن عاينوه و ذكر الأيدي للتأكيد «لَقالَالَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّاسِحْرٌ مُبِينٌ» تعنتا و عنادا «وَ قالُوالَوْ لا» هلا «أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ»نعاينه فنصدقه «وَ لَوْ أَنْزَلْنامَلَكاً» كما اقترحوه فلم يؤمنوا«لَقُضِيَ الْأَمْرُ» لحق إهلاكهم بمقتضىالحكمة «ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ» لا يمهلونبعد ذلك كعادة الله فيمن قبلهم بأنه تعالىإذا أوجد مقترح قوم ثم كذبوا بعد ذلكيهلكهم «6»(6) كذا و لعله: أهلكهم. ظ. «وَ لَوْجَعَلْناهُ» أي الذي طلبوه جواب ثان أوالرسول فهو جواب اقتراح آخر كقولهم لَوْشاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً«مَلَكاً» يعاينوه