(2) (سورة البقرة) مائتان و سبع و ثمانون آية(287) مدنية
«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»«الم» قيل هي أسماء للسور و قيل مختصرة منكلمات ف «الم» معناه أنا الله أعلم قيل:إشارة إلى مدة و آجال بحساب الجمل و قيلمقسم بها و قيل أسماء للقرآن و قيل أسماءالله تعالى و قيل سر الله و قيل منالمتشابة «ذلِكَ الْكِتابُ» أي القرآنالذي افتتح بالم هو الكتاب الذي أخبرت بهموسى و من بعده من الأنبياء و هم أخبروابني إسرائيل «لا رَيْبَ» لا شك «فِيهِ» «1»(1) فيهى حيث وقع و كذا نظائره مما كان قبلهاء الضمير ياء ساكنة نحو إليه، و لديه وإذا كان الساكن غير الياء وصل بواو نحو منهو عنه إلا إذا كان بعدهما ساكنا نحوعَلَيْهُ اللَّهَ 10. لظهوره عندهم «هُدىً»بيان من الضلالة «لِلْمُتَّقِينَ» الذينيتقون الموبقات و تسليط السفه على أنفسهمو هدى خبر محذوف أو خبر ثان لذلك و التوصيفبه للمبالغة و التنكير للتعظيم و اختصاصهبالمتقين لأنهم المهتدون به أو المرادزيادته و ثباته لهم ك اهْدِنَا الصِّراطَالْمُسْتَقِيمَ «الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ«2»(2) يؤمنون. بِالْغَيْبِ» بما غاب عنحواسهم من معرفة الصانع و صفاته و النبوة وقيام القائم و الرجعة و البعث و الحساب والجنة و النار «وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ»بإتمام ركوعها و سجودها و حفظ مواقيتها وحدودها و صيانتها عما يفسدها أو ينقصها«وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ» من الأموال والقوى و الأبدان و الجاه و العلم«يُنْفِقُونَ وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ«3»(3) يؤمنون. بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ» منالقرآن و الشريعة «وَ ما أُنْزِلَ مِنْقَبْلِكَ» من التوراة و الإنجيل و الزبورو صحف إبراهيم و سائر كتب الله المنزلة «وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ» و فيتقديم الظرف و بناء يوقنون على هم تعريضبغيرهم من أهل الكتاب «أُولئِكَ عَلىهُدىً مِنْ رَبِّهِمْ» من بيان و صواب وعلم بما أمرهم به «وَ أُولئِكَ هُمُالْمُفْلِحُونَ» الناجون مما منه يوجلونالفائزون بما يؤملون و تكرير أولئك يفيداختصاصهم و تميزهم عن غيرهم بكل واحدة منالمزيتين و أدخل العاطف لاختلاف الجملتينمفهوما قيل نبه تعالى على اختصاص المتقينبذكر اسم الإشارة المفيد للعلية معالإيجاز و تكريره و تعريف المفلحين و ضمالفصل إعلاما بفضلهم و حثا على لزوم نهجهمو إرادة الكامل من الهدى و الفلاح توهنتمسك الوعيدية به في دوام عذاب الفاسق«إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا» بالله و بماآمن به هؤلاء المؤمنون «سَواءٌعَلَيْهِمْ «4»(4) عليهم بضم الهاء أَ أَنْذَرْتَهُمْ» أأخوفتهم «أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لايُؤْمِنُونَ» «5»(5) يؤمنون. أخبر تعالى عن علمه فيهم«خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَ عَلىأَبْصارِهِمْ» وسمها بسمة يعرفها من يشاءمن ملائكته و أوليائه إذا نظروا إليهابأنهم لا يؤمنون وعن الرضا ع الختم هو الطبع على قلوبالكفار عقوبة على كفرهم كما قال تعالىبَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهابِكُفْرِهِمْو على أبصارهم «غِشاوَةٌ» غطاء أقول: ويمكن أن يكون تهكما حكاية لقولهم:قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّاتَدْعُونا إِلَيْهِ وَ فِي آذانِنا