تفسیر کتاب اللّه المنزل نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
الوصفية من الدلالة على العلم فغلبالعقلاء و اختص بهم «الرَّحْمنِالرَّحِيمِ» كرر تأكيدا و اهتماما و بيانالعلة تخصيص الحمد به تعالى «مالِكِ» «1»(1) ملك. «يَوْمِ الدِّينِ» أي الجزاء أوالحساب و قرأ ملك كما عن أهل البيت ع و سوغوصف المعرفة به قصد معنى المضيء تنزيلالمحقق الوقوع منزلة ما وقع أو قصدالاستمرار الثبوتي أي ملك الأمر كله فيذلك اليوم أو له الملك بكسر الميم فيهفإضافته حقيقية و كذا إضافة ملك إذ لامفعول للصفة المشبهة و تخصيص اليومبالإضافة مع أنه مالك و ملك جميع الأشياءفي كل الأوقات لتعظيم اليوم «إِيَّاكَنَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» قدمالمعمول للحصر و لتقدمه تعالى في الوجود وللإشعار بأن العابد و المستعين ينبغي أنيكون نظرهما بالذات إلى الحق و كرر الضميرللتنصيص على تخصيص كل منهما به تعالى ولبسط الكلام مع المحبوب و لعل تقديمالعبادة لتوافق الفواضل و لأن تقديمالوسيلة قبل طلب الحاجة أدعى إلى الإجابةو لمناسبة تقديم مطلوبه تعالى من العبادعلى مطلوبهم و لأن المتكلم لما نسبالعبادة إلى نفسه كان كالمعتد بما يصدرمنه فعقبه بأنها أيضا لا تتم إلا بمعونةالله تعالى و الضمير المستكن في الفعلينللقارىء و أثره على المفرد و المقام مقامتحقير لدخول الحفظة أو حاضري الجماعة أوكل موجود أو كل عضو من أعضائه «وَ إِنْمِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُبِحَمْدِهِ» و إيذانا بحقارة نفسه عن عرضالعبادة و طلب المعونة منفردا بدونالانضمام إلى جماعة تشاركه كما يصنع فيعرض الهدايا و رفع الحوائج إلى الملوك واحترازا عن الكذب لو انفرد في ادعائه و حسنالالتفات هنا أن إظهار مزايا المحمود يحسنعند غيره بخلاف العبادة و نحوها فإنهينبغي كتمانها عن غير المعبود فناسبالخطاب و لأنه أقرب إلى الإخلاص و الإشارةإلىقوله ع اعبد الله كأنك تراهو الله تعالى لغاية ظهوره كأنه حاضر مشاهد«اهْدِنَا الصِّراطَ «2»(2) السراط. الْمُسْتَقِيمَ» أدم لناتوفيقك الذي أطعناك به قبل حتى نطيعك بعد والهداية و الرشاد و التثبت و الصراط،الجادة و المستقيم المستوي أي طريق الحق وهو ملة الإسلام «صِراطَ «3»(3) سراط و قرىء صراط من أنعمت.الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ» «4»(4) عليهم بضم الهاء. بالتوفيق لدينك وطاعتك من النبيين و الصديقين و الشهداء والصالحين و حسن أولئك رفيقا «غَيْرِالْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ» «5»(5) عليهم بضم الهاء عليهم و بكسر الهاء وضم الميم بعدها واو الجماعة و حيث وقع وكذا نظائره من ميمات الجمع نحو أنذرتهم ورزقكم و عليكم.) من اليهود الذين قال اللهفيهم مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ غَضِبَعَلَيْهِ 60 «وَ لَا الضَّالِّينَ»النصارى الذين قال الله فيهم «قَدْضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَ أَضَلُّواكَثِيراً» و صح وقوع غير صفة للمعرفةإجراء للموصول مجرى النكرة إذ لم يقصد بهمعين معهود أو يجعل غير معرفة لأنه أضيفإلى ما له ضد و حد و إنما دخلت" لا" في «وَلَا الضَّالِّينَ» لما في غيره من معنىالنفي و إنما صرح بإسناد النعمة إليهتعالى على طريق الخطاب دون الغضب و الضلالتأدبا و إشارة إلى تأسيس مباني الرحمة و إنالغضب كأنه صادر عن غيره تعالى و لحسنالتصريح بالوعد و التعريض بالوعيد كما فيقوله «لَئِنْ شَكَرْتُمْلَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْإِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ» دون لأعذبنكمإشارة إلى أن العذاب و الانتقام و نحوهاعبارة عن أعمالهم تكون وبالا عليهم.