تفسیر کتاب اللّه المنزل نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
عاقبة و منفعة يرد إليها مما تمتع بهالكفار من النعم الزائلة التي يفتخرون بهاو الخير هنا لمجرد الزيادة «أَ فَرَأَيْتَالَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا» أي أخبر بقصةهذا الكافر عقيب قصة أولئك و هو العاص بنوائل «وَ قالَ» لخباب بن الأرت حين طالبهبدين و قال له تبعث بعد الموت«لَأُوتَيَنَّ» على تقدير البعث كما تزعم«مالًا وَ وَلَداً» «1»(1) ولدا: بضم الواو و سكون اللام فأقضيكثمة «أَطَّلَعَ الْغَيْبَ» أشرف على علمالغيب المتفرد به الله تعالى حتى علم أنيؤتى مالا و ولدا «أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَالرَّحْمنِ عَهْداً» عهد الله إليه أنيؤتيه ذلك و قيل العهد العمل الصالح أوكلمة الشهادة «كَلَّا» ردع و زجر له«سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ» إذ الحفظةيكتبونه «وَ نَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِمَدًّا» تزيده بذلك عذابا فوق عذاب كفره«وَ نَرِثُهُ» بإهلاكه «ما يَقُولُ» منالمال و الولد «وَ يَأْتِينا» يوم القيامة«فَرْداً» لا مال له و لا ولد «وَاتَّخَذُوا» أي كفار مكة «مِنْ دُونِاللَّهِ آلِهَةً» أصناما يعبدونها«لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا» شفعاءيعتزون بهم «كَلَّا» ردع «سَيَكْفُرُونَبِعِبادَتِهِمْ» تجحد الآلهة عبادتهم وتكذبهم كقوله تعالى" فَأَلْقَوْاإِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْلَكاذِبُونَ"" أو ستجحد الكفرة أنهمعبدوها و يقولون" وَ اللَّهِ رَبِّنا ماكُنَّا مُشْرِكِينَ" «وَ يَكُونُونَ» أيآلهة «عَلَيْهِمْ ضِدًّا» أي أعداء وأعوانا في عذابهم أو ضد العز و هو الذل «أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَاالشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ» خلينابينهم و بينهم كما يقع لمن خلى بين الكلب وغيره أرسله عليه «تَؤُزُّهُمْ أَزًّا»تعزيهم أو تحثهم على المعاصي بالتسويلات«فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ» بطلب هلاكهم«إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ» الأيام والأنفاس «عَدًّا» و ما دخل تحت العدد كأنهقد نفد «يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ»نجمعهم «إِلَى الرَّحْمنِ» إلى داركرامته و لعل العدول من قوله إلينا لما فيلفظ الرحمن المولى النعم من الإشارة«وَفْداً» وافدين،عن علي ع ركبانا على نوق رحالها من ذهب«وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلىجَهَنَّمَ وِرْداً» نحثهم على السيرإليها واردين عطاشا كالإبل التي ترد الماء«لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ» أي الناسالمعلوم من القسمين «إِلَّا مَنِاتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً» إلامن استظهر بالإيمان و العمل الصالح أوبكلمة الشهادة أو إلا من وعده أن يشفعكالأنبياء و المؤمنين «وَ قالُوااتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً» الضميرلليهود و النصارى و من زعم أن الملائكةبنات الله «لَقَدْ جِئْتُمْ» التفاتللتسجيل عليهم بالجرأة على الله «شَيْئاًإِدًّا» منكرا «تَكادُ السَّماواتُ» وقرىء بالياء «يَتَفَطَّرْنَ «2»(2) ينفطرن. بسكون النون و كسر الطاءمِنْهُ» يتشققن «وَ تَنْشَقُّ الْأَرْضُوَ تَخِرُّ الْجِبالُ» تسقط عليهم«هَدًّا» كسرا و هدما «أَنْ دَعَوْالِلرَّحْمنِ وَلَداً» منصوب بنزع الخافضعلة لتكاد أو لهدا أو مجرور بدل من هاء منه«وَ ما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْيَتَّخِذَ وَلَداً» أي لا يليق به اتخاذالولد «إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِوَ الْأَرْضِ» أي ما منهم أحد «إِلَّاآتِي الرَّحْمنِ عَبْداً» مقرا بالعبوديةخاضعا ذليلا و منهم عزير و عيسى و الملائكة«لَقَدْ أَحْصاهُمْ» أحاط بهم علما و قدرة«وَ عَدَّهُمْ عَدًّا» بعلمه فلا يخفىعليه شيء من أحوالهم «وَ كُلُّهُمْآتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً» لامال له و لا نصير و" لَقَدْ جِئْتُمُونافُرادى كَما خَلَقْناكُمْ" «إِنَّالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُواالصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُالرَّحْمنُ وُدًّا»