تفسیر کتاب اللّه المنزل نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
من هجاء النبي و الطعن في الدين و الصد عنالإيمان، أخبروا بذلك قبل كونه ليوطنواأنفسهم على الصبر حتى لا يرهقهم وقوعه «وَإِنْ تَصْبِرُوا» على ذلك «وَ تَتَّقُوا»المعاصي «فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِالْأُمُورِ» مما يجب العزم عليه منها أومما عزم الله عليه أي أوجب «وَ إِذْ أَخَذَاللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُواالْكِتابَ» أي العلماء به«لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَ لاتَكْتُمُونَهُ» حكاية مخاطبتهم و قرىءبالياء «فَنَبَذُوهُ» أي الميثاق «وَراءَظُهُورِهِمْ» كناية عن الطرح و تركالاعتناء «وَ اشْتَرَوْا بِهِ» أخذوابدله «ثَمَناً قَلِيلًا» من عرض الدنيا«فَبِئْسَ «1»(1) فبيس ما يَشْتَرُونَ لا تَحْسَبَنَّ«2»(2) لا تحسبن بفتح التاء و كسر السين أوبفتح الياء في أوله و السين الَّذِينَيَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَ يُحِبُّونَأَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوافَلا تَحْسَبَنَّهُمْ «3»(3) تحسبنهم بفتح التاء و كسر السين أو بفتحالياء في أوله و كسر السين بِمَفازَةٍمِنَ الْعَذابِ» فائزين بنجاة منه «وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ» بكفرهم و كذبهمنزلت في اليهود إذ سألهم ص عن شيء فيالتوراة فأخبروه بخلاف ما فيها و أروهأنهم صدقوا و فرحوا بما فعلوا، أو فيالمنافقين إذ يفرحون بمنافقتهم المسلمينو يستحمدوا إليهم بالإيمان الذي لم يفعلوهعلى الحقيقة «وَ لِلَّهِ مُلْكُالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ» فيملك أمرهم«وَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍقَدِيرٌ» فيقدر على عقابهم «إِنَّ فِيخَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ» كليخلف الآخر «لَآياتٍ لِأُولِيالْأَلْبابِ» على وجود الصانع و وحدته وعلمه و قدرته و حكمتهعن النبي ويل لمن قرأها و لم يتفكر«الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماًوَ قُعُوداً وَ عَلى جُنُوبِهِمْ»يذكرونه دائما على كل الحالات أو يصلونعلى هذه الأحوال «وَ يَتَفَكَّرُونَ فِيخَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ»اعتبارا و هو أفضل العباداتعنه ص لا عبادة كالتفكر«رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا»يتفكرون قائلين ذلك «سُبْحانَكَ» تنزيهالك عن العبث «فَقِنا عَذابَ النَّارِرَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَفَقَدْ أَخْزَيْتَهُ» بالغت في جزائهنظير فَقَدْ فازَ، لم يقل: أحرقته لأنالعذاب الروحاني أشد «وَ مالِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ» يدفعونعنهم العذاب «رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنامُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ» هوالرسول و القرآن «أَنْ» بأن «آمِنُوابِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا» فأجبنا «رَبَّنافَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا» كبائرنا «وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا» صغائرنابتوفيقنا لاجتناب الكبائر «وَ تَوَفَّنامَعَ الْأَبْرارِ» مصاحبين لهم معدودينمن جملتهم «رَبَّنا وَ آتِنا ماوَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ» على تصديقهممن الثواب أو على ألسنتهم، أو متعلقبمحذوف أي ما وعدتنا منزلا على رسلك «وَ لاتُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ» لا تفضحناأو لا تهلكنا «إِنَّكَ لا تُخْلِفُالْمِيعادَ» بإثابة المؤمن و إجابةالداعي، و تكرير ربنا للمبالغة في السؤالو الابتهال أو باستقلال الطلبات«فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ» ما طلبوا«أَنِّي» بأني «لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍمِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى» «4»(4) أنثي بكسر الثاء بعدها ياء بيان لعامل«بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ» بجمع ذكوركم وإناثكم أصل واحد أو الإسلام «فَالَّذِينَهاجَرُوا» الشرك أو أوطانهم أو قومهمللدين «وَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي» من أجل ديني وبسببه «وَ قاتَلُوا» المشركين «وَقُتِلُوا» «5»(5) و قتلوا و قاتلوا بالتقديم و التأخير واستشهدوا و الواو لا توجب الترتيب إذالمراد لما قيل لهم قاتلوا«لَأُكَفِّرَنَّ»