سنه 316
و لما صار هارون بن غريب الى الكوفه، قلدكور الجبل كلها و ضم اليه وجوه القواد فقلدأبا العباس بن كيغلغ معاون همذان و نهاوندمكان محمد بن عبد الصمد، و قلد نحريراالخادم الدينور مكان عبد الله بن حمدان، وخلع عليهما في دار السلطان، فاستوحش لذلكعبد الله بن حمدان، و كان هذا سبب معاونهعبد الله بن حمدان لنازوك عند ما احدثاهعلى المقتدر مما سيأتي ذكره.
و في هذه السنه ولى ابو عبد الله احمد بنمحمد بن يعقوب بن إسحاق البريدى خراجالاهواز بعد اعمال كثيره تصرف فيها هو واخواه ابو يوسف و ابو الحسين، فحمدتآثارهم، و شاعت كفايتهم، و حرص السلطانعلى اصطناعهم و زيادتهم فعلت أحوالهم، وزادت مراتبهم، و ظهر من استقلال ابى عبدالله احمد بن محمد بالأعمال و قرب ماخذهاعليه و المعرفة بوجوه النظر و الاجتهاد فيإرضاء السلطان ما تعارفه الناس و علموه،مع تخرق في الكرم و السودد، و حسن الرعايةلمن خدمه، و اتصل به و لمن امله و قصده، حتىانه لا يرضى لكل واحد منهم الا بغناه، فأحبالسلطان ان يلى هو و اخواه اكثر الاعمالالدنيا، فلم يحبوا ذلك، و اقتصر كل واحدمنهم على دون ما يستحق من الاعمال.
و فيها ولى ابو الحسين عمر بن الحسنالأشناني قضاء المدينة مكان ابن البهلولإذ كبر و اختلط عليه امره، ثم استعفى ابنالأشناني فاعفى، و ولى الحسين بن عبد اللهابن على بن ابى الشوارب قضاء المدينة، وقلد ابو طالب محمد بن احمد بن إسحاق ابنالبهلول قضاء الاهواز و الأنبار، عوضا مماكان يليه أبوه من قضاء المدينة و فيها توفىابو إسحاق بن الضحاك الخصيبى و الليث بنعلى بالرقة.
و حج بالناس في هذه السنه من تقدم ذكره.