سنه 318
فلما اوعب املاءه امر كاتبه بدفعه الىلأقرأه قال: فحسن عندي الكتاب، و قلت له: قدكان لإبراهيم بن العباس كتاب في العصبيةفقال لي: ما اعرفه، فما هو؟
قلت: حدثنى عون بن محمد الكندى قال: قدمعلينا بسر من راى كاتب من اهل الشام، يقالله عبد الله بن عمرو من بنى عبد كانالمصريين، فجعل يستصغر كتاب سر من راى، ولا يرضى احدهم قال عون: فحدثت ابى بحديثهفانف من ذلك، و قال: و الله يا بنى لاضعفنهو لاهونن نفسه اليه فمضى به الى ابراهيم بنالعباس، و ادخله عليه، و هو يملى رساله فيقتل إسحاق بن اسماعيل، و فيها ذكرالعصبية، فسمع الشامي ما اعجبه، و قاللأبي: هذا من لم تلد النساء مثله فانىسمعته يملى شيئا كأنه فيه تدبر مبين قالعون فنسخ ابى ما املاه من الرسالة و هو:
و قسم الله عدوه اقساما ثلاثة: روحا معجلةالى عذاب الله، و جثه منصوبه لأولياءالله، و راسا منقولا الى دار خلافه الله،استنزلوه من معقل الى عقال، و بدلوه آجالامن آمال، و قديما غذت العصبية أبناءها،فحلبت عليهم درها مرضعه، و ركبت بهممخاطرها موضعه، حتى إذا وثقوا فآمنوا وركبوا فاطمأنوا و امتد رضاع، و آن فطام،فجرت مكان لبنها دما و أعقبتهم من حلوغذائها مرا، و نقلتهم من عز الى ذل، و منفرحه الى ترحه، و من مسره الى خسره، قتلا واسرا، و غلبه و قسرا، و قل من و أضع فيالفتنة مرهجا، و اقتحم لهبها مؤجحا الااستلحمته آخذه بمخنقه، و موهنه بالحقكيده، حتى جعلته لعاجله جزرا و لأجلهحطبا، و للحق موعظه و عن الباطل مزجره،أولئك لهم خزى في الدنيا و لعذاب الآخرةأشد و ما الله بظلام للعبيد.
و ورد الخبر في ذي الحجه بوثوب اصحاباسفار بن شيرويه الديلمى المتغلب على الريعليه، و اعتزامهم على قتله، و انه هرب فينفر من خاصته و غلمانه، فصار مكانه الىالري ديلمى يقال له مرداويج بن زيار