سنه 319
و دارت بينهم مدافعات، فصرف ابن ياقوت عنالشرطه، و رد امرها بالجانب الشرقى الىاحمد بن خاقان، و بالجانب الغربي الى سرورمولى المقتدر.
و في هذا الشهر قلد ابو بكر محمد بن طغجمدينه دمشق و أعمالها، و صرف الراشدىعنها، ورد اليه عمل الرملة و نفذ كتابالخليفة الى ابن طغج بالولاية، فلما وصلاليه الكتاب سار من وقته الى دمشق، و خرجالراشدى الى الرملة، فسر اهل دمشق بقدومابن طغج، و دخلها احسن دخول.
و في مستهل رجب من هذه السنه راسل مؤنسالخليفة، و ساله اخراج ياقوت و ابنه عنمدينه السلام، فلم يجبه الى ذلك، فاوحشهفعله، و استاذن هو في الخروج فلم يمنع،فخرج الى مضاربه برقه الشماسيه مغاضبا واتصل به ان ياقوتا و ابنه امرا بقصده والفتك به، فاستجلب مؤنس الرجاله المصافيهالى نفسه، فلحقوا به بالشماسيه و صاروامعه، ثم طالب الأولياء ابن ياقوت ببقاياأرزاقهم فنهددهم فلحق جميعهم بمؤنس بعد انقطعوا خيامهم التي كانت حوالى دار الخليفةبالسيوف، فقوى امر مؤنس، و انضم عسكره علىقريب من سته آلاف فارس و سبعه آلاف راجل،فتقدم ابن ياقوت الى اصحاب السلاح الايبيعوا منهم سلاحا و وجه اليهم مؤنس قوادهيحذرهم ان يمنعوا أحدا من اصحابه بيع مايلتمس من السلاح، و حمل يلبق و بشر و اصطفنو ابن الطبرى الى مؤنس مالا كثيرا و قالواله: هذا المال افدناه معك، و هذا وقت حاجتكاليه، و حاجتنا، فشكرهم على ذلك و فرقه فياصحابه و على من قصده.
و لما قوى امر مؤنس و انحاز الجيش اليه ركباليه الوزير سليمان بن الحسن و على بن عيسىو شفيع و مفلح، فلما حصلوا في مضربه ببابالشماسيه، شغبت عليهم حاشيه مؤنس، و ضربواوجوه دوابهم، و قبضوا عليهم، و اظهرتحاشيه مؤنس انهم يريدون الفتك بهم،فاهمتهم نفوسهم، و اعتقلوا يومهم، و بلغالمقتدر الخبر فاقلقه، و جرى الأمر بينهماعلى اخراج ياقوت و ابنيه عن بغداد و وجهالخليفة الى ياقوت و ولده اخرجوا حيثشئتم، فخرجوا في الغلس يوم الأربعاء لثمانخلون من الشهر، و جميع حاشيتهم في الماء معنيف و اربعين سفينه محمله مالا و سلاحا وسروجا و سيوفا و مناطق و غير ذلك، و ثمانيةطيارات و شذاه فخلى مؤنس سبيل على بن عيسى،و من اعتقله