سنه 319
عشرين، و مضى الديلم في آثار من انهزم مناصحابه، و دخلوا أصبهان، و ملكوا دورها، وصاروا فيها و وافى الاشكرى على أثرهم فينفر من الديلم، فلما نظر اليهم ابن كيغلغقال لمن حوله: أوقعوا عيني على الاشكرى،فاروه اياه فقصده وحده، و كان الديلمىشديد الخلق فلما نظر اليه مقبلا سال عنهفقيل له: هذا ابن كيغلغ، فبرز كل واحدمنهما لصاحبه و رمى الديلمى أبا العباس بنكيغلغ بمزراق كان في يده، فانفذ ما كانيلبسه، و وصل الى خفه، فانفذ عضله ساقه وأثبتها في نداد سرجه، فحمل عليه ابنكيغلغ، و ضربه بسيفه على أم راسه، فانصرععن دابته و أخذ راسه و توجه به بين يديهفتفرق اصحاب الديلمى و تراجع اصحاب ابنكيغلغ، و دخل أصبهان و الراس قدامه، فوضعاهل المدينة سيوفهم و رماحهم في الديالمةالذين حصلوا بها، فقتلوا عن آخرهم و نزلابن كيغلغ في داره، و استقام امره و حسناثره عند المقتدر، و اعجب الناس ما ظهر منشجاعته و بأسه، مع كبر سنه.
و لعشر بقين من شعبان ورد الخبر بانالقرامطة صاروا الى الكوفه و نزلوا المصلىالعتيق، و عسكروا به، و أقاموا، و سارتقطعه منهم في مائتي فارس فدخلوا الكوفه، وأقاموا بها خمسه و عشرين يوما مطمئنين،يقضون حوائجهم، و قتلوا بها خلقا كثيرا منبنى نمير خاصه، و استبقوا بنى اسد، و نهبوااهراء فيها غلات كثيره للسلطان و غيره.
و في هذه السنه وصل زكرى الخراسانى الىعسكر سليمان بن ابى سعيد الجنابى فجاز لهعليهم من الحيله و المخرقه ما افتضحوا به وعبدوه، و دانوا له بكل ما امرهم، به منتحليل المحارم و سفك الرجل دم أخيه و ولدهو ذوى قرابته و غيرهم، و كان السبب فيوصوله اليهم ان القرامطة لما انتشروا فيسواد الكوفه، و انتهوا الى قصر ابن هبيرةفأسروا جماعه من الناس كانوا يستعبدون منيأسرونه و يستخدمونهم، و كان له عرفاء،على كل طائفه منهم، فاسر زكرى هذا فيمناسر، و ملكه بعض المتراسين عليهم، فلمااراد الاستخدام به تمنع عليه و اسمعه ماكره فلما نظر الى قوه