سنه 320
الصواب مسيرك الى الموصل كيف تصرفت الحاللوجوه من المصالح، اما واحده فلعجزك عنركوب البريه فتتعجل الرفاهية في الماء، واخرى لئلا يقال: جزع لما بلغه خبر بنىحمدان و تجمعهم، و ثالثه انك ان بليتبقتالهم كانوا اسهل عليك من غيرهم، فوقعهذا الرأي من مؤنس بالموافقة، و سار يريدبنى حمدان فلم يلق لهم في طريقه رسولا، ولا سمع لهم خبرا الى ان وافى عليه بشرىالنصراني كاتب ابى سليمان داود بن حمدان،فاستأذن عليه يوم السبت لليلة بقيت منالمحرم، و خلا بمؤنس و ادى اليه رسالهصاحبه و رساله الحسين بن حمدان و ابىالعلاء و ابى السرايا بأنهم على شكره ومعرفه حق يده، و لكنهم لا يدرون كيف الخلاصمما وقعوا فيه، فان أطاعوا سلطانهم كانواقد كفروا نعمه مؤنس اليهم، و ان أطاعوامؤنسا و عصوا سلطانهم، نسبوا الى الخلعان،و سألوه ان يعدل عن بلدهم لئلا يلتقوا به ولا يمتحنوا بحربه فقال له مؤنس: قل لهم عنى:قد كنت ظننت بكم غير هذا، و ما أخذت نحوكمالا لثقتي بكم، و طمعي في شكركم، فإذاخالفتم الظن فليس الى العدول عنكم سبيل، ونحن سائرون نحوكم بالغد، كائنا ما كانمنكم و أرجو ان إحساني إليكم سيكون منانصارى عليكم، و خذلانكم لي غير صارف لفضلالله عنى و بات مؤنس بقصور مرج جهينة، وكان عسكر بنى حمدان بحصباء الموصل، و باتالمحسن زعفران في الطلائع على المضيق الذىمنه المدخل الى الموصل، و باكر مؤنسالمسير في الماء على رسمه قبل ذلك.
و سار اهل العسكر على الظهر، و وقع ابو علىالمحسن زعفران في آخر الليل على مقدمه بنىحمدان التي كانوا أنفذوها نحو المضيق،فقتل منهم جماعه و اسر نحو ثلاثين رجلا، وملك المضيق و امده يلبق برجال زياده على منكان معه و صبح الناس القتال يوم الأحدلثلاث خلون من صفر، و ما كان جميع من يضمهعسكر مؤنس الا ثمانمائه و ثلاثة و اربعينفارسا، و ستمائه و ثلاثين راجلا بين اسود وابيض.
هكذا حكى الفرغاني عن احمد بن المحسنزعفران و كان شاهدا مع ابيه في عسكر مؤنس،و عنه ينقل اكثر الحكايات و كان بنو حمدانفي عساكر عظيمه قد حشدوها من العرب و العجمو قبائل الاعراب و غيرهم، فتلاقى الفريقانعلى تعبئه، و أخذ مؤنس و يلبق و ابنه و منكان معهم من القواد في حربهم احزم ماخذ، وتوزعوا على مقدمه و ميمنه و ميسره و قلب، وجعلوا في كل مصاف منها ثقاتهم و اكابرقوادهم ثم