سنه 294
رماحهم في جنوب ابلهم و بطونها، فطرحتهمالإبل و تمكنوا منهم، فقتلوهم عن آخرهمالا من استفدوه، و سبوا النساء و اكتسحواالأموال و الأمتعة، و قتل المبارك القمي والمظفر ابنه، و قتل ابو العشائر، ثم قطعتيداه و رجلاه ثم ضربت عنقه، و افلت منالجرحى قوم وقعوا بين القتلى، فتحاملوا فيالليل و مضوا فمنهم من مات في الطريق، ومنهم من نجا، و هم قليل و كان نساءالقرامطة و صبيانهم يطرفون بين القتلى ويعرضون عليهم الماء، فمن كان فيه رمق، اوطلب الماء اجهزوا عليه و قيل انه كان فيالقافلة من الحاج نحو عشرين الف رجل فقتلجميعهم غير نفر يسير و ذكر ان الذى أخذوامن المال و الأمتعة في هذه القافلة قيمهالفى الف دينار، و ورد الخبر على السلطانبمدينه السلام، عشيه يوم الجمعه لاربع عشرليله بقيت من المحرم بما كان من فعلالقرامطة بالحاج، فعظم ذلك عليه، و علىالناس، و ندب السلطان محمد ابن داود بنالجراح الوزير للخروج الى الكوفه، والمقام بها، و انفاذ الجيوش الى القرمطى،فخرج من بغداد لإحدى عشره ليله بقيت منالمحرم، و حمل معه اموالا كثيره لاعطاءالجند ثم صار زكرويه الى زبالة فهولها و بثالطلائع امامه و وراءه خوفا من اصحابالسلطان و ارتصادا لورود القافلة الاخرىالتي كانت فيها الاثقال و اموال التجار وجوهر نفيس للسلطان، و بها من القواد نفيسالمولدى و صالح الأسود، و معه الشمسه والخزانه، و كان المعتضد قد جعل في الشمسهجوهرا نفيسا، و معهم أيضا ابراهيم بن ابىالاشعث، قاضى مكة و المدينة، و ميمون بنابراهيم الكاتب و الفرات بن احمد بنالفرات و الحسن بن اسماعيل و على بن العباسالنهيكى.
فلما صارت هذه القافلة بفيد، بلغهم خبرالقرامطة فأقاموا أياما ينتظرون القوه منقبل السلطان، و اقبل القرامطة الى موضعيعرف بالخليج، فلقوا القافلة، و حاربواأهلها ثلاثة ايام ثم عطش اهل القافلة وكانوا على غير ماء، فلم يتمكنوا منها،فاستسلموا، فوضع القرامطة فيهم السيف، ولم يفلت منهم الا اليسير، و أخذ القرامطةجميع ما في القافلة، و سبوا النساء، واكتسحوا الأموال ثم توجه زكرويه بمن معهالى فيد، و بها عامل السلطان فتحصن منه، وجعل زكرويه يراسل اهل فيد بان يسلموا اليهعاملهم فلم يجيبوه الى ذلك ثم تنقل الىالنباج ثم الى حفير ابى موسى الأشعري