سنه 320
عندي مال، و المال عند يلبق، و اوصىالقاهر الى مؤنس اما ان يرضى يلبق الرجال ويكفهم عنى و الا اعتزلت، فليس على هذاالشرط تقلدت.
و قدم ابن مقله بغداد لتسع خلون من ذيالحجه و خلع عليه و قعد و دفع الى الجيشالذى بالحضرة عن البيعه لكل واحد منهمرزقا واحدا، و للجند اصحاب مؤنس ثلاثةارزاق لكل واحد ثم ان ابن مقله بسط يده علىالناس فاخذ أموالهم، و قبض على عيسىالطبيب، فاخذ املاكه، ثم بدا في بيع املاكالسلطان و أخذ المال من حيث لاح له، وابتدأ بإنشاء داره، و ادخل فيها من بستانالزاهر نحو عشرين جريبا، و نقض دور بنىالمقتدر، و استولى ابن يلبق و حاشيه مؤنسعلى القاهر، حتى صار لا يجوز له امر و لانهى الا على اهل بيته، و اولاد المقتدرالمحبوسين عنده.
قال: و كان القاهر مستهترا بالشراب لايكاد يفيق منه، فإذا شرب اقبل الى اولادالمقتدر و الى الراضي و اخوته، و كان قداخذهم و ضمهم الى دار تعرف بالفاخر، و احضرأبا احمد بن المكتفي و اعتقله معهم، فكانالقاهر يدخل عليهم بالليل و يتخلق لأولادالمقتدر و لأبي احمد بن المكتفي، و يسقيهمبيده، و كان يقول للراضى:
أنت المرشح للامر، و المسمى له، ثم يومىاليه بحربه كانت في يده، و بما قفع أصابعهبقضيب كان معه، و الراضي في كل ذلك لا يخضعله و لا يقبل يده، و المقادير تدفعه عنه، واقام على بن يلبق و هو الحاجب يفتش جميع مايدخل الدار على القاهر و يضيق عليه، والقاهر في ذلك يزداد غضبا و كمدا ثم انالراضي دس الى يلبق و ابنه و اهدى إليهماجوهرا و عرفهما انه و اخوته خائفون علىانفسهم من القاهر، و سألهما تخليص هؤلاءالمحبوسين من يده فاجمع راى يلبق و ابنهعلى تخليصهم، و قعد يلبق في بعض العشايا فيبعض مجالس الدار و اخرجهم على غيبه، و اخرجالجده معهم، و كان القاهر قد سامها سوءالعذاب، و طالبها بالأموال، فوجه بهم الىداره، و افرد لهم موضعا في دار حرمه، وماتت الجده بها، فكفنها في احسن كفن، ودفنها بشارع الرصافه.
و فيها صرف ابو عثمان احمد بن ابراهيم بنحماد عن القضاء بمصر.
و قلد القضاء بها عبد الله بن احمد بن زيد.
و في ذي القعده من هذه السنه ورد الخبربمصر بقتل المقتدر، فاضطربت الاحوال