سنه 294
و في أول شهر ربيع الاول انهض المكتفي وصيف بن سوارتكين و معه جماعه من القواد الىالقرامطة فنفذوا من القادسية على طريقخفان، و التقى وصيف بالقرامطة، يوم السبتلثمان بقين من ربيع الاول، فاقتتلوا يومهمذلك، حتى حجز بينهم المساء، ثم عاودهمالحرب في اليوم الثانى، فظفر جيش السلطانبالقرامطة، و قتلوا منهم مقتله عظيمه، وخلصوا الى زكرويه، فضربه بعض الجند ضربهبالسيف، اتصلت بدماغه، و أخذ أسيرا، و أخذمعه ابنه و زوجته و كاتبه و جماعه من خاصتهو قرابته و احتوى الجند على جميع ما فيعسكره، و عاش زكرويه خمسه ايام ثم مات فشقبطنه، و حمل كذلك و انطلق من كان بقي فييديه من اسرى الحاج و فيها غزا ابن كيغلغمن طرسوس، فأصاب من العدو اربعه آلاف راسسبى، و دواب و مواشى كثيره و متاعا، و اسلمعلى يده بطريق من البطارقه.
و فيها كتب أندرونقس البطريق، و كان علىحرب اهل الثغور من قبل صاحب الروم الىالسلطان يطلب الامان، فأجيب الى ذلك، وخرج بنحو مائتي نفس من المسلمين كانواعنده اسرى، و اخرج ماله و متاعه الى طرسوسو في جمادى الآخرة ظفر الحسين بن حمدانبجماعه من اصحاب زكرويه كانوا هربوا منالوقعه، فقتل اكثرهم و اسر نساءهم وصبيانهم.
و فيها وافى رسل ملك الروم باب الشماسيهبكتاب الى المكتفي يسأله الفداء بمن معهممن المسلمين لمن في أيدي الاسلام منالروم، فدخلوا بغداد و معهم هديه كبيره وعشره من أسارى المسلمين.
و فيها أخذ قوم من اصحاب زكرويه أيضا ووجهوا الى باب السلطان.
و فيها كانت وقعه بين الحسين بن حمدان واعراب كلب و النمر و اسد و غيرهم كانواخرجوا عليه فهزموه حتى بلغوا به باب حلب.
و فيها هزم وصيف بن سوارتكين الاعراب بفيدثم رحل سالما بمن معه من الحاج.
و حج بالناس في هذه السنه الفضل بن عبدالملك.