الرجل ليغنى فتغتلم المرأة يا غلام جبه،فجبه فلما كان في العام المقبل رجع سليمانالى ذلك المنزل، فذكر الرجل و ما صنع به،فقال لصاحب شرطته: على بالرجل الذى جببتهان كان حيا فأتاه به، فقال له: اما بعتفوفيناك، و اما وهبت فكافأناك! فما دعاهالرجل الا باسمه، و قال: يا سليمان، قطعتنسلى، و ذهبت بماء وجهى، و حرمتني لذتي، ثمتقول: اما بعت و اما وهبت! لا و الله حتى اقفبين يدي الله عز و جل! فقال الهادي لصاحبالشرطه: لا تعرض للرجل.
و كان الرشيد رضوان الله عليه في بعضأسفاره، و قد نزل الثلج فاذاه، فقال له بعضاصحابه: الى متى سهرك يا امير المؤمنين؟فقال: اسكت، للرعية المنام، و عليناالقيام، و لا بد للراعي من حراسه الاغنام.
و قد روى قطن بن وهب، عن ابيه، ان عمر بنالخطاب امير المؤمنين رضى الله عنه اجتازفي بعض أسفاره على صاحب غنم، فقال: يا ذاالرجل، ان كل راع مسئول عن رعيته، و انىرايت في المكان الفلاني عشبا امثل منموضعك ثم اثنى على عمر رضى الله عنه، و ذكرسيرته، يقول الشاعر فيه:
غضبت لغضبتك القواطع و القنا
ناموا الى كنف لعدلك واسع
و سهرت تحرسغفله النوام
لما نهضتلنصره الاسلام
و سهرت تحرسغفله النوام
و سهرت تحرسغفله النوام
و لو تتبعت امثال هذا لأطلت، و لم أر اجمعلهذا العلم من كتاب محمد بن جرير الطبرى،فرايت ان اضيف اليه مجموعا عولت فيه على مانقلته من تصانيف المؤرخين و تاليفالمحققين كالصولى و التنوخي و الخطيب ابىبكر احمد بن ثابت