المحدث و ابى إسحاق الصابى، و اولاده وابن سنان و غير هؤلاء، و اضفت الى ذلك ماحفظته من شعر الشعراء و حكايات العلماءتشهد بالحال، و اختصرته بجهدى، و لخصتهبحسب طاقتي، و اقتصرت فيه على الأمورالمشهوره، و الاحوال السائره المأثورة.
و ختمته ببيعه سيدنا و مولانا الامامالمستظهر بالله امير المؤمنين، الذى قضىحق الله في بريته، و ارتسم امره في رعيتهفمن نظر في فضائله، داوى فكره العليل، وشحذ طبعه الكليل، و ما من احد اوتى ذخيرهتحصيل، و بصيره راى اصيل، يبدع في تدوينمناقبه، و لا يغرب في اثبات فضائله، و منقصر في جمعها، فله في انعام المتأمل لذلكمجال يحرسه عن الم التقريع و ثقته تفصحالناظر، و تغنى عن التبذل و المعاذير.
فالرغبه الى الله تعالى في ان يمد ظلالايامه التي بها اعتدل المائل، و ارتدعالجاهل، و امن السابل، و قصر المتطاول، وان يجعل له من سيدنا و مولانا عمده الدينعضدا ينوء بقوتها، و يدا تسطو ببسطتها، وان يبلغه منه قاصيه الايثار و ينيله منهغاية الاختيار و تبديد اعدائه تحت الذلة والصغار، و الخيبة و الخسار، لا يعتصمونبعصمه الا أباح الله حوزتها، و لا يعتضدونبفرقه الا شتت الله كلمتها.
و من نظر في عزمات سيدنا و مولانا الامامالمستظهر بالله امير المؤمنين رضوان اللهعليه و على آبائه الطاهرين و ابنائهالاكرمين، علم انها تأتي بما لم تقرعالاسماع من قبلها، و لا عثر في السيربمثلها، و تحقق انها ابعد مجدا، و ان كانتاقرب عهدا، و ارفع عمادا، و ان كانت احدثميلادا، فحفظ الله على الدنيا سياسته، وعلى أهلها حسن رأفته، حتى تضع له الدنياخدودها ضارعه و تستجيب لأمره سامعه طائعة،انه ولى ذلك و القادر عليه، بمنه و لطفه.
و لما ختم ابن جرير تاريخه سنه اثنتين وثلاثمائة، و هي السنه السابعه من خلافهالمقتدر بالله رضى الله عنه، و اشار الىالأمور اشاره خفيه، رايت ان ابتدى بخلافتهو وقت بيعته، و بالله التوفيق.