سنه 311
فقالت السيده: لا يضر ان يعتقل في الدار ويحفظ نفسه، فقال مفلح:
ان فعل هذا، لم يتم لابن الفرات عمل و بطلتالاعمال، فقال المقتدر: صدقت، و امرهبانفاذ حامد الى ابن الفرات، فبعد جهد،مكنه مفلح من تغيير زيه، و قال:
لا احمله الا في زي الرهبان و هذا الصوفالذى عليه، حتى تشفع فيه نصر، و انفذه معابن الزنداق الحاجب.
فلما دخل على ابن الفرات، اسمع حامداالمكروه، و قال له: جئت بها طائيه، و كانالطائي قد ضمن اسماعيل بن بلبل من الناصرلدين الله، و أتاه في زي الرهبان، فسلمهالى اسماعيل بن بلبل فعامله باصنافالمكاره، و أخذ منه مالا عظيما.
و امر ابن الفرات قهرمان داره، بان يفردله دار أخيه، يفرشها فرشا جميلا و ان يحضربين يديه ما يختاره من الطعام، و يقطع لهما يؤثره من الكسوة، و استخدم له خادميناعجميين و دخل اليه كل من عامله بالمكارهفوبخوه، فقال: قد اكثرتم، و انا اجملالجواب، ان كان ما استعملته من الاحوالالتي وصفتموها جميله العاقبه، قد اثمرت ليخيرا فاستعملوا مثله و زيدوا عليه، و انكان قبيحا- و هو الذى بلغ هذه الغاية-فتجنبوه، فان السعيد من وعظ بغيره.
فقال ابن الفرات لما بلغه ذلك: ما ادفعشهامته، و لكنه رجل من اهل النار، يقدم علىالدماء و مكاره الناس.
و مثل هذه الحكاية، حكاية زينب بنت سليمانبن على بن عبد الله بن العباس، قالت: كنتعند الخيزران، فدخلت جاريه و قالت: بالبابامراه لها جمال و خلقه حسنه، و ليس وراء ماهي عليه من سوء الحال غاية، تستأذن عليك، وقد