سنه 312
و انفذ المقتدر بنازوك و بليق فهجما علىابن الفرات، و هو في دار حرمه، فاخرجاهحاسرا، فاعطاه نازوك رداء قصب، فقال لهمؤنس: الان تخاطبني بالاستاذ و بالأمسنفيتنى الى الرقة و المطر يصب على راسى، ثمتذكر لأمير المؤمنين سعيي في فساد مملكته!و رجمت العامه طيار مؤنس، لكون ابن الفراتفيه، و سلم الى نصر، و قبض على ولده وأسبابه.
فكانت مده ابن الفرات في هذه الوزارةالثالثه عشره اشهر و ثمانية عشر يوما.
و اجمع وجوه القواد فقالوا: ان حبس ابنالفرات في دار الخلافه خرجنا بأسرنا، فسلمالى شفيع و اعتقل عنده.
و اشار مؤنس بتوليه ابى القاسم عبد اللهبن محمد بن عبيد الله الخاقانى، فانفذ ابنالفرات الى المقتدر بمائه و نيف و ستين الفدينار، و قال لشفيع: فعلت ذلك حتى لا يوهمالخاقانى للمقتدر انه استخرجها.
قال الجمل كاتب شفيع: و لم أر قلبا اقوى منقلب ابن الفرات، سألني:
من قلد الخليفة وزارته؟ فقلت: الخاقانى،فقال: الخليفة نكب و لم انكب انا.
و سألني عمن استخلف في الدواوين؟ فقلت: فيديوان السواد ابن حفص، فقال: القدر رمىبحجره، و سميت له جماعه، فقال: لقد أيدالله هذا الوزير بالكفاءه.
و اقر ابن الفرات بمائه و خمسين الف ديناراخرى، و طولب بالمكاره، فلم يستجب بمال، وكان لا يستجيب بمكروه، و انفذ الىالخاقانى: ايها الوزير، لست غرا جاهلافتحتال على، و انا قادر على مال، إذا كتبالخليفة الى أمانا على نفسي لافديهابالمال، و يشهد عليه القضاه فيه، فقالالخاقانى: لو قدرت على ذلك فعلت، و لكن انتكلمت عاداني خواص الدولة.
و رد الخليفة امره الى هارون بن غريب،فاخذ يداريه، و قال له: أنت اعرف بالأمور وان الوزراء لا يلاجون الخلفاء، فلم يزل بهحتى أخذ خطه بألفي الف دينار، يعجل منهاالربع، و ان يطلق له بيع ضياعه، و اذن له فياحضار دواه، ليكتب