سنه 315
ثم تغلب على الري و أصبهان، و أساء السيرةبأصبهان حاجبه و عظمت هيبته، و جلس علىسرير ذهب، و كان يتنقص الاتراك، و كانيقول: انا سليمان و هؤلاء الشياطين و كانإذا سار انفرد عنه عسكره خوفا منه، فاشتقالعسكر شيخ على دابه و قال: زاد امر هذاالكافر، و اليوم تكفونه، و يأخذه اللهاليه قبل تصرم النهار، فدهشوا و اتبعوهفلم يجدوه.
و عاد مزداويج الى داره، فنزع ثيابه، ودخل الحمام و اطال، فهجم عليه الاتراك،فقاتلهم بكرنيب فضه، فحزوا راسه بعد انشقوا بطنه، و ظنوا انهم قتلوه، فلما دخلواعليه ثانيا راوه رد حشو بطنه، و أمسكهابيده، و كسر جامه الحمام و هم بالخروج.
و قبض ابن ابى الساج على كاتبه ابى عبدالله بن خلف البرقاني لما عرف سعايته به، وسلمه الى كاتبه حسن بن هارون و قيده و أخذخطه بستمائة الف دينار.
و كاتب المقتدر ابن ابى الساج لحربالقرمطى، لما عرف خروجه من هجر لثلاث بقينمن شهر رمضان، و اطلق له من بيت مال الخاصةفيما ينصرف الى علوفه بين واسط و الكوفه،فحمل ذلك اليه سلامه الطولونى، و امر علىبن عيسى عمال الكوفه باعداد الميرة لابنابى الساج.
و سار ابن ابى الساج من واسط طالبا الكوفهلليلة بقيت من شهر رمضان.
و اطلق ابو طاهر القرمطى أسارى الحاج، ووصل الكوفه، فاخذ ما اعد ليوسف و هو مائهكر دقيقا، و الف كر شعيرا.
و وافى يوسف الكوفه بعد وصول ابى طاهرإليها بيوم، و كان قد تقارب عسكر ابن ابىالساج، و عسكر ابى طاهر في يوم ضباب و احسبه ابو طاهر و كف عنه، فالتقوا يوم السبتلتسع خلون من شوال على باب الكوفه، فاحتقرابن ابى الساج عسكر ابى طاهر، و ازرىعليهم، و تقدم يكتب كتاب الفتح قبلاللقاء، تهاونا بامره.
و التفت ابو طاهر الى رفيق له، و قد سمعصوت البوقات و الدبادب، و كانت