سنه 315
السلطان، و عقد الجسر و خالف سواد الذينفي السفن الى الجسر، فاحرقوه، فبقى ابوطاهر في الجانب الشرقى و عسكره و سواده فيالغربي، و حالت السفن بينهما.
و ورد الخبر الى بغداد بقتل ابى طاهرالقواد، فخرج نصر الحاجب، و معه الحجريه والرجاله و من ببغداد من القواد، و بين يديهعلم الخلافه و معه ابو الهيجاء عبد الله بنحمدان و اخوته.
فاجتمع مع نصر ما يزيد على الأربعين الفرجل، فنزل على قنطره النهر المعروفبزبارا، بناحيه عقرقوف، على فرسخين، و لحقبه موسى، و اشار ابو الهيجاء على نصرالحاجب و على مؤنس بقطع نهر زبارا، و الحعليه في ذلك، فلما رآه متثاقلا عن قبولرايه، قال له: ايها الأستاذ أقطعها و اقطعلحيتي معها، فقطعها حينئذ.
و سار ابو طاهر، و من معه من اصحابه فيالجانب الشرقى من الفرات قاصدين نهرزبارا، فلما صار على فرسخ واحد من عسكرالسلطان آخر يوم الاثنين لعشر خلون من ذيالقعده بات موضعه.
و باكر المسير الى القنطرة، فوجدهامقطوعه، و تقدم احد رجاله اسود يقال لهصبح، فما زال النشاب يأخذه حتى صاركالقنفذ و هو مقدم، فراى القنطرة مقطوعهفرجع.
و لما علم اصحاب ابى طاهر ان النهر لايخيض، عادوا القهقرى من غير ان يولواظهرهم، و عادوا الى الأنبار و لم يجسر احدعلى اتباعهم.
و كان الرأي فيما اشار به ابو الهيجاء منقطع القنطرة، و لولاها لعبر القرمطى غيرمستهول لجمع اصحاب السلطان.
و طمع مؤنس المظفر في سواده و تخليص ابنابى الساج من اقياده، فانفذ بليق حاجبه وجماعه من القواد، و سته آلاف من غلمانيوسف، فبلغ ذلك أبا طاهر، فانفرد مناصحابه ماشيا، و عبر في زورق صياد، دفعاليه الف دينار، فاجتمع مع قومه فلم يثبتله بليق، و بصر ابو طاهر بابن ابى الساج وقد خرج من الخيمة لما ناداه