سنه 315
غلمانه، فقال له القرمطى: طمعت في تخليصهملك! و امر به فضربت عنقه و اعناق من كان معهمن الأسرى.
و احتال ابو طاهر في عبور اصحابه منالجانب الشرقى الى الجانب الغربي، و كانمع ابى طاهر سبعمائة فارس و ثمانمائه راجل.
و تقدم على بن عيسى الى نازوك بالطوافببغداد ليلا و نهارا، لكثرة العيارين، وأباح دم من ظهر منهم، و نقل الناس امتعتهمالى منازلهم خوفا منهم، و اكترى وجوهالناس السفن.
و قصد القرمطى هيت، و بها هارون بن غريب وسعيد بن حمدان، فقاتلا من علا سورهابالمنجنيقات، بعد ان قتلوا من اصحابه عدهفسكنت نفوس من ببغداد.
و تصدق المقتدر بمائه الف درهم.
و بادر على بن عيسى الى المقتدر بالله وقال له: انما جمع الخلفاء الأموال ليقمعوابها الأعداء، و لم تلحق المسلمين مضرهكهذه من هذا الكافر الذى اوقع بالحاج سنهاثنتى عشره و ثلاثمائة، و لم يبق في بيتمال الخاصة شيء، فاتق الله يا اميرالمؤمنين، و خاطب السيده حتى تطلق ماعندها من مال ادخرته لشديده، فهذه أمها، وان لم يكن هناك شيء فالحق خراسان.
فدخل الى السيده، فأعطته خمسمائة الفدينار، و كان في بيت مال الخاصة مثلها.
و اخبر على بن عيسى، بحال رجل شيرازىيكاتب القرمطى و اتباعه، فاحضره فاقر انهمن اصحابه، لم يتبعه الا لحق رآه معه و قالله: لسنا كالرافضة الحمقى، الذين يدعوناماما منتظرا، و امامنا فلان ابن فلان ابناسماعيل بن جعفر، فامر به فحبس بعد الضرب،فامتنع في حبسه من الطعام و الشراب فماتبعد ثلاثة ايام.
و كتب القرمطى الى مؤنس كتابا، في آخره:
قولوا لمؤنسكم بالراح كن أنسا
و قد تمثلت عن شوق تقاذف بي
نزوركم لا نؤاخذكم بجفوتكم
و لا نكون كأنتم في تخلفكم
من عالجالشوق لم يستبعد الدار
و استتبعالراح سرنايا و مزمارا
بيتا منالشعر للماضين قد سارا
ان الكريمإذا لم يستزر زارا
من عالجالشوق لم يستبعد الدار
من عالجالشوق لم يستبعد الدار
و له اشعار كثيره تركناها لشياعتها.